كتاب منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة

نسخ الحكم دون الرسم، وهو المشهور، وصنفت فيه الكتب، ونسخ الرسم دون الحكم، ونسخ الرسم والحكم 1. والأدلة على ثبوت النسخ آيات منها قوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} 2وقوله تعالى: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ} 3، وترشدنا الآية الأخيرة إلى أن نسخ التلاوة كان مثار شبهة عند الكفار4. وقوله تعالى: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ} يرد شبهة البداء 5عند منكري النسخ إذ أن العلم يدفع هذا 6، ومثل هذه الآية قوله تعالى: {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} 7 أي أن تنساه 8ولا يثبت النسخ إلا بوحي. قال تعالى: {قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} 9.
ولقد أثبت الشيخ رشيد من النسخ النوع الأول، وهو منسوخ الحكم دون التلاوة 10، وأنكر نسخ التلاوة مع الحكم أو وحدها 11.
__________
1 انظر: الخطيب: المصدر السابق: نفس الصفحة، والسيوطي: الإتقان: 3/ 62. ط. المكتبة العصرية، 1408هـ. ت: محمد أبو الفضل إبراهيم. والزرقاني: مناهل العرفان (2/214) ط. دار إحياء الكتب العربية، فيصل الحلبي. ومحمد علي السايس: تفسير آيات الأحكام (1/28) ط. صبيح بمصر
2 سورة البقرة: الآية (106)
3 سورة النحل: الآية (101)
4 انظر: ابن كثير: التفسير (2/567) ، وصديق حسن خان: فتح البيان: (5/298) ط. دار أم القرى، القاهرة، 1965م.
5 البداء: هو الظهور بعد الخفاء، وأيضاً حدوث رأي جديد لم يكن من قبل، وهذان المعنيان مستحيلان على الله تعالى لكمال علمه تعالى. ويعتقد الرافضة جوازه على الله تعالى. انظر: غالب العواجي: فرق معاصرة (1/250ـ 251)
6 انظر: الأمين الشنقيطي: أضواء البيان (3/328)
7 سورة الأعلى: الآية (6،7)
8 الأمين الشنقيطي: المصدر السابق: نفس الصفحة.
9 سورة يونس: الآية (15) وانظر: الأمين الشنقيطي: المصدر السابق (ص:329)
10 انظر: تفسير المنار (1/413ـ 414) والمجلة (12/693) و (7/ 611ـ 612)
11 انظر: مجلة المنار (7/ 611) و (12/ 208) حاشية و (292) حاشية و (12/694) و (31/ 49)

الصفحة 118