كتاب اللباب في قواعد اللغة وآلات الأدب النحو والصرف والبلاغة والعروض واللغة والمثل

وشاع إطلاق الكتابة عرفاً على أعمال الكتابة باليد وتصوير الحروف ونقشها. واصطلاحاً عند الأدباء على صناعة الإنشاء بدليل قولهم: "بُدئت الكتابة بعبد السيد وختمت بابن العميد". ويقولون: فلان شاعر وفلان كاتب أي: منشئ. قال الشاعر:
وما كل من لاق اليراعَ بكاتب ... ولا كل من راش السهام بصائب
ومن الألفاظ المرادفة للكتابة بالمعنى: الخط والسطر والسْفر والزبرُ والرسْم والرقم والتحرير.
ولما كان الخط وعاء الكتابة وقوامها حسُن أن نورد ما ذكره العلماء المؤرخون بشأن الخطوط عامة والخط العربي خاصة:
قال ابن خلكان وتبعه الدميري في حياة الحيوان والحلبي في السيرة: "إن كتابات الأمم في المشرق والمغرب اثنتا عشرة كتابة، خمس منها ذهب من يعرفها وهي الحميرية والقبطية والبربرية واليونانية والأندلسية. وثلاث فقد من يعرفها في بلاد الإسلام ومستعملة في بلادها وهي: الهندية والصينية والرومية. وأربع منهما باقية ومستعملة في بلاد الإسلام وهي السريانية والفارسية والعبرانية والعربية".
والحميرية هي خط أهل اليمن قوم هود وهم عاد الأولى، وكانت كتابتهم تسمى (المُسند) . وقال المقريزي في الخطط: " الخط المسند هو القلم الأول من أقلام حمير وملوك عاد ". وقال السيوطي في المزهر: "المشهور عند أهل العلم أن أول من كتب بخطنا عرب طيب طي، ثم علموه أهل الأنبار، ومنهم انتشرت الكتابة في العراق الحيرة وغيرها". وقال النووي: "إن أهل الحجاز تعلموا الخط من أهل الحيرة".

الصفحة 298