" وصفة ذلك. . . " فإن هذا لو طبقه الشيخ في خماره لوجد وجهه مكشوفا غير مغطى ويؤكد ذلك النص الذي بتره الشيخ عمدا أو تقليدا وفيه تشبيه الحافظ خمار المرأة بعمامة الرجل فهل يرى الشيخ أن العمامة أيضا - كالخمار عنده - تغطي الرأس والوجه جميعا؟ وكذلك قوله: " وهو التقنع " ففي كتب اللغة:
تقنعت المرأة أي: لبست القناع وهو ما تغطي به المرأة رأسها
كما في " المعجم الوسيط " وغيره مثل الحافظ نفسه فقد قال في " الفتح " (7 / 230 و 10 / 274) :
التقنع: تغطية الرأس
إنما قلت: أو تقليدا. لأني أربأ بالشيخ أن يعتمد مثل هذا البتر الذي يغير مقصود الكلام فقد وجدت من سبقه إليه من الفضلاء المعاصرين ولكنه انتقل إلى رحمة الله وعفوه فلا أريد مناقشته. عفا الله عنا وعنه
وبناء على ما سبق فقوله: " وجوههن " يحتمل أن يكون خطأ من الناسخ أو سبق قلم من المؤلف أراد أن يقول: " صدورهن " فسبقه القلم ويحتمل أن يكون أراد معنى مجازيا أي: ما يحيط بالوجه من باب
[20]
المجاورة فقد وجدت في " الفتح " نحوه في موضع آخر منه تحت حديث البراء Bهـ:
(صحيح) " أتى النبي A رجل مقنع بالحديد. . . " الحديث. رواه البخاري وغيره وهو مخرج في " الصحيحة " (2932) فقال الحافظ (6 / 25) :
قوله:
مقنع " بفتح القاف والنون المشددة: وهو كناية عن تغطية وجهه بآلة الحرب "
فإنه يعني ما جاور الوجه وإلا لم يستطع المشي فضلا عن القتال كما هو ظاهر
وبعد هذا فلنعد إلى ما كنا في صدده من ذكر أسماء المحدثين المفسرين للخمار بغطاء الرأس:
بدر الدين العيني (ت 855) في " عمدة القارئ " (19 / 92) وعلي القاري (ت 1014) والصنعاني (ت 1182) والشوكاني (ت 1250) وأحمد محمد شاكر المصري (ت 1377) وغيرهم