كتاب الرد المفحم

" التقريب " - وإن لم يشر إليه -: " نبهان مقبول من الثالثة " ونقله هذا في أول شرحه للحديث وقول " الفتح " في آخره فإن كان هذا تأييدا فذاك تأييد أيضا فالمباركفوري مجرد ناقل ولم يكن في صدد البحث والتحقيق ليرجح قولا على آخر بحلاف السندي ولذلك كتم قول " التقريب " لأنه يستلزم ضعف الحديث لعلم السندي بأنه يعني أن نبهان لين الحديث لأنه ليس له متابع ولذلك فهو يجري على القاعدة اليهودية المشؤومة: " الغاية تبرر الوسيلة " ولولا ذاك لنقله أيضا وحاول التوفيق بنيهما ولكنه لما كان يعلم - فيما أظن - أن الجرح مقدم على التعديل - وبخاصة إذا كان التعديل يحتاج إلى تعديل - رأى أن التولي والهرب نصف الشجاعة - كما يقال في بعض البلاد - فكان منه ذلك الكتمان والله المستعان
رابعا: نقل السندي ترجمة نبهان من " تهذيبي " المزي والعسقلاني وفيهما: أن ابن حبان ذكره في " الثقات " موهما القراء أنهما وثقاه أيضا وليس كذلك كما هو معروف عند العلماء العارفين بأسلوبهما الذي هو مجرد نقل ما قيل في المترجم جرحا وتعديلا ولذلك ألف الحافظ كتابه المتقدم " تقريب التهذيب " فإنه مجتهد فيه غير ناقل يقدم فيه رأيه في المترجم بأقل ما يمكن من الألفاظ والبحث في تحقيق هذا مما لا مجال له هنا وحسب القارئ اللبيب المنصف مثالا على ما ذكرت أن الحافظ الذي
[70]

الصفحة 70