فاستغل السندي ذلك وعزاه إلى الحافظ أنه يحتج بهما فصنيعه هذا مثل صنيعه المذكور في (رابعا) والرد هو الرد نفسه
الثانية: أن المزي يرى أن نبهان ثقة وهذا كالذي قبله والرد هو المشار إليه آنفا
الثالثة: عزوه للمزي أنه قال: " أخرجه من وجوه أخرى "
فهذا كذب محض أو تدليس خبيث فإنما قال المزي: " من وجوه أخرى عن الزهري " وكنت أود أن أقول: لعله سقط من قلمه سهوا قوله: " عن الزهري " لولا أنه كرر ذلك مرة أخرى في الصفحة نفسها وأنه لا فائدة من نقله الجملة بتمامها بل هي حجة عليه لأنها صريحة الدلالة بتفرد نبهان بالحديث فليتأمل العاقل ما يفعل الهوى أو الجهل بصاحبه وفي أي واد سحيق يرديه. نسأل الله السلامة
الرابعة: تجاهله مخالفته لحديث مسلم عن فاطمة بنت قيس كما بينه العلماء وأصرح منه رواية الطبراني في " الكبير " (24 / 377) بسند صحيح عنها قالت:
وأمرني A أن أكون عند ابن أم مكتوم فإنه مكفوف البصر لا يراني حين أخلع خماري
فهذه أحاديث خمسة من الأحاديث الضعيفة التي يتداولها أكثر المؤلفين في تحريم وجه المرأة وكفيها وهم يخالفون في الإكثار والإقلال
[72]
منها حسب توسع أحدهم في الموضوع وما يتصل به وأوسعهم في ذلك الشيخ التويجري - هداه الله - فقد سن لهم سنة سيئة فإنه حشد في كتابه كل ما عثر عليه من الأحاديث الواهية التي يتوهم أنها تقوي حجته ولا يشعر أنها في الواقع تفل " صارمه " وتجعله ينبو ويكل عن القيام بما كان يرمي إليه وقد بلغ عددها قرابة خمسين مرفوعا - أو تزيد - منها الضعيف والمنكر والموضوع
ومن المفيد أن أقدم إلى القارئ نماذج منها ليكونوا على علم بها أولا وليعرفوا حقيقة علم الشيخ ومن سار مسيرته ثانيا دون الكلام على أسانيدها مكتفيا بالإحالة إلى كتابي الذي خرجته فيه وتكلمت عليه مفصلا
1 - " قول فاطمة Bها لما سئلت: ما خير النساء؟ فقالت: أن لا يرين الرجال ولا يرونهن. (ص 30) ". " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (6102)