كتاب الرد المفحم

أولا: قوله: " بأسانيد صحيحة ". باطل من ناحيتين:
الأولى: أنه ليس له إلا إسناد واحد
والأخرى: أن هذا الإسناد نفسه ليس بصحيح فقد أعله ابن عبد البر والحافظ بالإرسال كما هو مذكور في الكتاب (ص 86) والشيخ نفسه يقول به
ثانيا: كيف يكون له أسانيد صحيحة وهو يقول عقبه مباشرة:
وهو حديث مرسل على الصحيح
؟
هذان قولان متناقضان لا يجتمعان في مخ أحد شم شيئا من رائحة هذا العلم الشريف والأمر واضح جدا لا يحتاج إلى بيان
وبناء على ما تقدم ألا يحق لي أن أقول: فمن كان هذا حاله في الجهل بعلم الحديث وعجزه عن معرفة الحديث الصحيح والضعيف - ولو من طريق التقليد الذي هو الجهل بعينه كما يقول العارفون - فما له ولإدخاله نفسه في زمرة العلماء والفقهاء بل والرد عليهم وتسفيه آرائهم؟ لا أعني نفسي - وإن كنت أرجو أن أحشر معهم - وإنما أعني جمهور العلماء من السلف والخلف الذين تجاهل الشيخ قولهم المبطل لقوله هو كما تقدم بيانه فيما سلف ولقد ذكرني حاله هذا معهم بقول الشاعر:
وابن اللبون إذا ما لز في قرن لم يستطع صولة البزل القناعيس
[78]

الصفحة 78