كتاب الرد المفحم

" والضعيف عندهم نوعان:
ضعيف لا يمتنع العمل به وهو يشبه الحسن في اصطلاح الترمذي وضعيف ضعفا يوجب تركه وهو الواهي
وقد يكون الرجل عندهم ضعيفا لكثرة الغلط في حديثه ويكون الغالب عليه الصحة [فيروون حديثه] لأجل الاعتبار به والاعتضاد به (1) فإن تعدد الطرق وكثرتها يقوى بعضها بعضا حتى قد يحصل العلم بها ولو كان الناقلون فجارا فساقا فكيف إذا كانوا علماء عدولا ولكن كثر في حديثهم الغلط وهذا مثل (2) عبد الله بن لهيعة فإنه من أكابر علماء المسلمين وكان قاضيا بمصر كثير الحديث لكن احترقت كتبه فصار يحدث من حفظه فوقع في حديثه غلط كثير مع أن الغالب على حديثه الصحة قال أحمد: قد اكتب حديث الرجل للاعتبار به مثل ابن لهيعة "
ولقد أبان ابن تيمية C في كلمة أخرى عن السبب في تقوية الحديث الضعيف بالطرق والشرط في ذلك ووجوب التمسك بهذه القاعدة فقال (13 / 347) :
_________
(1) انظر ما تقدم (ص 89 - 90)
(2) الأصل: " ومثل هذا " ولعل الصواب ما أثبتنا وليتأمل القراء في قول شيخ الإسلام ابن تيمية في ابن لهيعة وأنه يستشهد به لتعلم جهل الذين زعموا أنه ضعيف جدا لا يستشهد به (ص 87 - 88)
[96]

الصفحة 96