كتاب مشكلة السرف في المجتمع المسلم وعلاجها في ضوء الإسلام

والهلع شدة الحرص على الشيء والشره به " (¬1) .
(3) ومن كلامهم في التحذير من مغبة الإسراف:
قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما (ت 60 هـ) : " ما رأيت سرفا قط إلا وإلى جانبه حق مضيع " (¬2) .
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (ت 23 هـ) لابنه عاصم: " يا بني كل في نصف بطنك، ولا تطرح ثوبا حتى تستخلقه، ولا تكن من قوم يجعلون ما رزقهم الله في بطونهم وعلى ظهورهم " (¬3) .
وقال حاتم الطائي (ت 46 قبل الهجرة) :
إذا أنت قد أعطيت بطنك سؤله ... وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا (¬4)
وفي كتاب الاستقراض قال البخاري رحمه الله (ت 256 هـ) في صحيحه: " باب ما ينهى عن إضاعة المال، وقول الله تعالى:. . {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} [البقرة: 205] (¬5) . . . {إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 81] (¬6) . وقوله تعالى:. . {أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ} [هود: 87] (¬7) وقال تعالى: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} [النساء: 5] (¬8) " (¬9) .
¬_________
(¬1) الروح ص237.
(¬2) عيون الأخبار 3 / 332.
(¬3) الجامع لأحكام القرآن 13 / 74.
(¬4) المرجع السابق.
(¬5) البقرة: 205.
(¬6) يونس: 81.
(¬7) هود: 87.
(¬8) النساء: 5.
(¬9) ينظر: فتح الباري 5 / 67.

الصفحة 41