الباب الخامس والعشرون في فضل مكة:
* روى ابن الجوزي بسنده إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه لما قدِم مكة أتته الأنصار فجلسوا حوله، فجعل يقلِّب بصره في نواحي مكة وينظر (31/ ب) إليها ويقول: "والله لقد عرفتُ أنك أحبّ البلاد إلى الله عز وجل وأكرمها على الله تعالى، ولولا أن قومي أخرجوني ما خرجت" (¬1).
* وبسنده أيضًا: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال وهو واقف بالحزْوَرة من سوق مكة: "والله إنك لخير أرض الله وأحبّ أرض الله تبارك وتعالى إليه، ولولا أني أُخرجتُ منك ما خرجت" (¬2).
* وعن كعب قال: "اختار الله البلاد، فأحبُّ البلاد إلى الله تعالى البلد الحرام" (¬3).
* وقال ابن إسحاق (¬4): حُدِّثْنا أن قريشًا وجدت في الركن كتابًا بالسريانية فلم يُدْر ما هو حتى قرأه لهم رجل من اليهود، فإذا فيه: "أنا الله ذو بكة، خلقتها يوم خلقت السموات والأرض. وصوَّرت الشمس والقمر، وحففتها
¬__________
(¬1) "مثير العزم الساكن" (1/ 328).
(¬2) "مثير العزم الساكن" (1/ 329). ورواه الترمذي (4182). وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح.
(¬3) "مثير العزم الساكن" (1/ 329).
(¬4) جمع النسخ (إسحاق) والصواب (ابن إسحاق) كما في "ع" و"مثير العزم الساكن" (1/ 329).