الباب الثاني عشر في ذكر الحطيم:
* اختُلف في الحطيم وفي سبب تسميته بذلك:
فقيل: إنه ما بين الحَجَر الأسود ومقام إبراهيم عليه السلام وزمزم وحِجْر إسماعيل عليه السلام، وهو مقتضى ما حكاه الأزرقي عن ابن جريج.
وفي كتب الحنفية: أن الحطيم الموضع الَّذي فيه الميزاب.
قال الإمام أحمد: يأتي الحطيم وهو تحت الميزاب فيدعو.
وعن ابن عباس قال: الحطيم: الجدر (¬1).
قال المحبّ الطبري: يعني جدار حجر الكعبة.
قال وقد قيل الحطيم هو الشاذروان، سُمِّي بذلك؛ لأن البيت رُفع وتُرك هو محطومًا فيكون فعيلًا بمعنى مفعول.
قال: وقد قيل لأن العرب كانت تطرح فيه ما طافت فيه من الثياب فيبقى حتَّى ينْحطِم من طول الزمان فيكون فعيلًا بمعنى فاعل- انتهى (¬2).
وقيل: إنما سُمِّي الحطيم لأن الناس كانوا يحطِمون هنالك بالأيمان فقلَّ مَن دعا هنالك على ظالم إلَّا هَلَك، وقلَّ مَن حلف هنالك إلا عُجِّلت له العقوبة. ذكره الأزرقي (¬3).
¬__________
(¬1) "القرى لقاصد أم القرى" (ص: 314).
(¬2) نفس المصدر (ص: 314)، وانظر "فتح الباري" (7/ 202، 201).
(¬3) "أخبار مكة" (2/ 24)، "القرى" (ص 314).