وكانت القينتان (فرتني) (¬1) وصاحبتها تغنيان بهِجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتلهما معه فاستعاذ ابن خطل بالكعبة، وتعلّق بأستارها فلم ينفعه ذلك شيئًا لمِا كان قد سبق فيه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقتله في ذلك اليوم، [ومنهم: سعيد بن حريث المخزومي، وابو برزة الأسلمي، و] (¬2) الحُوَيْرَث بن نُقَيذ بن وهب بن عبد قصي (¬3)، كان بِمِنًى يُؤْذِي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، ومِقْيَس بن صُبابة (¬4) لقتله الأنصاريّ الذي قتل
¬__________
= و"تاريخ الإسلام" جزء المغازي (ص 553، 554)، و"الاستذكار" (13/ 347)، و"التمهيد" (6/ 170)، وانظر "الدرر" للمصنف (ص 219).
(¬1) في الأصل: "فرتناه"، وذكر الحافظ في "الفتح" (7/ 604) أنّ اسمها: "فرتني"، وكذا المصنّف في "الدرر" (ص 219)، وكذا هي في "الإصابة" (8/ 279)، قال ابن حجر: " فَرْتَني: بفتح الفاء وسكون الراء وفتح المثنّاة الفوقانية بعدها نون؛ إحدى القينتين اللتين كان ابن خطل يعلّمها الغناء بهجاء النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فكانتا مِمّن أُهدِر دمُهما يوم الفتح، فأسلمت هذه، فتُرِكت، وقُتِلت الأخرى، قاله السهيلي".
(¬2) بياض بالأصل، واستدركت الجملة من "الدرر" للمصنّف (ص 219) تتميما للكلام.
(¬3) في الأصل: "الحويرث بن نقيذ، ونفيل بن وهب بن عبد قصي"، والتصويب من "الدرر" للمصنّف (ص 219)، وكان الحويرث هذا شديد الأذى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكّة، فقتله عليّ - رضي الله عنه - يوم الفتح. انظر: "فتح الباري" (7/ 604).
وقصّته ذكرها ابن هشام (2/ 410)، وذكر أنّه هو الذي كان يؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مكّة، وهو الذي نخس الجمل الذي كانت تركبه فاطمة وأمّ كلثوم أثناء الهجرة إلى المدينة، فرمي بهما إلى الأرض.
(¬4) قصّة مقيس ذكرها ابن هشام نقلًا عن ابن إسحاق، وعنده مقيس بن حبابة (2/ 410)، والبيهقي في "الدلائل" (5/ 60 - 61)، وقد ذكر الحافظ في "الفتح" باب {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا} (8/ 106 - تحت الحديث رقم 4590) أنّ ابن أبي حاتم أخرجه من طريق سعيد بن جبير، ونقل السيوطي رواية سعيد =