الزهري حديثان، أحدهما حديث (عبيد) الله (¬1) عن ابن عبّاس، والآخر حديث سعيد عن أبي هريرة، وفي حديث أبي هريرة: "إِنْ كَانَ جَامِدًا فَخُذُوهَا وَمَا حَوْلَهَا وَأَلْقُوهُ؛
¬__________
= (4/ 238 - 237/ 1393 و 1394)، وابن الجارود في "المنتقى" (221)، وابن حزم في "المحلّى" (1/ 145)، والبغوي في "شرح السنّة" (2812)، والبيهقي (9/ 353) من طريق أبي داود، والدارقطني في "العلل" (7/ 287).
وأخرجه أحمد (2/ 233، 490) عن محمّد بن جعفر عن معمر به.
وأخرجه البيهقي (9/ 353)، وأبو يعلي في "المسند" (10/ 213) من طريق عبد الواحد بن زياد عن معمر به، وابن أبي شيبة في "المصنّف" ورقمه (24393) عن عبد الأعلى عن معمر به، والدارقطني في "العلل" (7/ 287) من طريق يزيد بن زُرَيع عن معمر به.
وهذا الإسناد رجاله ثقات، وقد اختلف العلماء فيه قديمًا وحديثًا، وسبب هذا الخلاف - والله أعلم - قول سفيان بن عيينة الذي رواه الحميدي في "مسنده" (1/ 149 - 150 ورقمه 312)، ومن طريق الحميدي أخرجه البخاري في الذبائح والصيد (5538)، والبيهقي في الضحايا (9/ 353) من طريق سفيان قال: "حدّثني الزهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله أنه سمع ابن عبّاس يحدّث عن ميمونة - وذكر الحديث.
قال أبو بكر: فقيل لسفيان: فإنّ معمرًا يحدّث عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة ... ؟ قال سفيان: ما سمعت الزهري يحدّث إلّا عن عبيد الله عن ابن عبّاس عن ميمونة عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ولقد سمعته مرارًا".
ولهذا قال البخاري فيما نقله عنه الترمذي بعد الحديث (1798): "وحديث معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيَّب عن أبي هريرة عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وذكر الحديث - قال: هو خطأ، أخطأ فيه معمر، قال: والصحيح حديث معمر عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عبّاس عن ميمونة"، وقال الترمذي بعد الحديث (1798) وساق إسنادهم عن الزهري عن سعيد: "وهو حديث غير محفوظ".
(¬1) في الأصل: "عبد الله"، وهو خطأ، كما سبق (ص 117).