وحديث طلحة [بن] (¬1) عمرو عن عطاء عن عائشة قالت: "كِلاَ اْلأَمْرَيْنِ قَدْ فَعَلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ قَدْ صَامَ وَأَفْطَرَ، وَأَتَمَّ وَقَصَرَ فِي السَّفَرِ" (¬2).
ومنها - أيضًا - حديث أنس بن مالك الأنصاري: " [إنّا معاشر] (¬3) أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نسافر فيُتِمّ بعضنا ويَقْصُر بعضنا، ويصوم بعضنا ويفطر بعضنا، فلا يعيب أحدٌ منّا على صاحبه" (¬4).
¬__________
= ووثّقه وكيع، وقال ابن معين: "ليس به بأس، ثقة"، وقال أبو أحمد الحاكم: "ليس بالمتين عندهم" "الكامل" (6/ 2353).
وقال الهيثمي: "فيه المغيرة، واختلف في الاحتجاج به" "المجمع" (2/ 157).
(¬1) في الأصل: "و"، والمثبت هو الصواب.
(¬2) أخرجه الدارقطني (2/ 189)، ومن طريقه البيهقي (3/ 142)، وقال الدارقطني: "طلحة ابن عمرو ضعيف".
(¬3) ساقطة من الأصل، وموضعها فيه بياض، واستدركتها من "سنن البيهقي" كما سيأتي.
(¬4) أخرجه البيهقي في "الكبرى" (3/ 145)، وفيه زيد بن الحواري أبو الحواري العمّي البصري، قاضي هراة، يقال: اسم أبيه مرّة، قال الحافظ في "التقريب": "ضعيف".
وفيه - أيضًا - عمران بن زيد التغلبي، قال ابن معين: "ليس يحتجّ بحديثه" في رواية الدوري، وفي رواية له - أيضًا - عن ابن معين: "ليس به بأس"، وقال ابن محرز عنه: "ضعيف"، وقال أبو حاتم: "شيخ يكتب حديثه، ليس بالقويّ"، وذكره ابن حبّان في "الثقات"، وذكره في "المجروحين"، ووهم في اسمه، فقال: "عمران بن يزيد التغلبي" انظر: "تهذيب الكمال"، وقال الحافظ في "التقريب": "ليّن"، لكن قال: "الثعلبي" بدل التغلبي، ولعلّه خطأ؛ لأنّ كلّ من ترجم له قال: "التغلبي" - والله أعلم.
قال ابن عبد البرّ في "التمهيد" (11/ 173) بعد إيراد هذين الحديثين: "وإن كان زيد العمّي وطلحة بن عمرو مّمن لا يحتجّ بهما، فإنّ الأحاديث الثابتة، والاعتبار بالأصول تصحّح ما جاءا به مع فعل عائشة رحمها الله تعالى".=