كتاب الأجوبة عن المسائل المستغربة من كتاب البخاري

وقد ذكرنا هذه الآثار وغيرها في كتاب "التمهيد" باب ابن شهاب عن رجل من آل خالد بن (أسيد) (¬1)، فاقتصرنا ها هنا على المتون دون الأسانيد بشرط الاختصار والفرار من الإكثار.
ومنها - أيضًا - حديث عمرو بن أميّة الضمري (¬2) وحديث الجُرَشِي (¬3)، ومنها حديث أنس بن مالك القُشَيري: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ اللهَ قَدْ وَضَعَ عَنِ المُسَافِرِ الصَّوْمَ وَشَطْرَ الصَّلاَةِ" (¬4)، وظاهر قوله: "وضع" أنَّ ذلك فيما قد كان وجب
¬__________
= قلت: وقد ردّ شيخ الإسلام ابن تيمية الاحتجاج بهذين الأثرين وغيرهما ممّا فيه أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أتمّ في السفر أو أقرّ الإتمام بحضرته بقوّة، يراجع له: "مجموع الفتاوى" (24/ 144 - 159)، أو "مجموعة الرسائل والمسائل" (2/ 77 - 99)، أو " الفتاوى الكبرى" (2/ 99 - 204).
(¬1) في الأصل (أسد) وهو أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية الأموي المكي ت (87) أو (86) انظر تهذيب التهذيب، وانظر الآثار التي أحال عليها المصنف فيه (11/ 170 - 173).
(¬2) حديث عمرو بن أميّة الضمري أخرجه الدارمي في الصيام (1/ 342)، والطحاوي (1/ 423)، كلّهم من طريق الأوزاعي عن يحيى عن أبي قلابة عن أبي المهاجر عن أبي أميّة الضمري، وهو صحيح.
(¬3) هو: ربيعة بن عمرو، ويقال: ابن الحارث، الدمشقي، أبو الغاز الجرشي، مختلف في صحبته، قتل يوم مَرْج راهط سنة (64)، وكان فقيها، وثّقه الدارقطني وغيره.
انظر: "الاستيعاب" (2/ 493)، و"أسد الغابة" (2/ 215)، و"الإصابة" (1/ 510)، و"تقريب التهذيب"، ولم أجد حديثه الذي أشار إليه المصنّف.
(¬4) أخرجه الإمام أحمد (4/ 347، 5/ 29)، وابنه عبد الله (4/ 374)، وأبو داود في [الصوم (2408) باب اختار الفطر]، والترمذي في [الصوم - أيضًا - (715) باب الرخصة في الإفطار للحبلى والمرضع]، وقال: "حديث حسن، ولا يعرف لأنس هذا عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - غير هذا الحديث"، والنسائي (2276)، وابن ماجه (1667)، وابن خزيمة (3/ 267 - 268)، والطحاوي (1/ 423)، كلّهم عن أبي هلال =

الصفحة 144