كتاب الأجوبة عن المسائل المستغربة من كتاب البخاري

قال - صلى الله عليه وسلم -: "تَنَامُ عَيْنَايَ وَلاَ يَنَامُ قَلْبِي، وَتَنَامُ عَيْنَايَ وَقَلْبِي يقظانٌ، وَإِنَّا مَعْشَرَ الأَنْبِيَاءِ تَنَامُ أَعْيُنُنَا وَلاَ تَنَامُ قُلُوبُنَا" (¬1).
وقالت عائشة - رضي الله عنها -: "أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ؛ كَانَ يَرَى الرُّؤْيَا فَتَأْتِي مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ" (¬2).
والذي عليه جمهور أهل الفقه و (الأكثرون) (¬3) أنّ الإسراء به كان وهو يقظان أُسرِيَ بجسده وروحه على هيئته وحاله، فرأى ما رأى، ما كذب الفؤاد ما رأى - صلى الله عليه وسلم - وشرَف وكرَم.
* * *
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري في المناقب (3569 - 3570) باب كان النبي - صلى الله عليه وسلم - تنام عينه ولا ينام قلبه، وفي التوحيد (7517) باب ما جاء في قول الله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}.
(¬2) أخرجه البخاري في بدء الوحي برقم (3)، ومسلم [كتاب الإيمان 160 باب بدء الوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] من طريق ابن شهاب عن عروة عن عائشة.
(¬3) في الأصل: "والأكثرين"، وهو خطأ.

الصفحة 158