كتاب الأجوبة عن المسائل المستغربة من كتاب البخاري

الحديث السابع
عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ تَسْتَقْبلُوا الْقِبْلَةَ ولاَ تَسْتَدْبرُوهَا بغَائِطِ وَلاَ بَوْلٍ، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا" (¬1).
وقلتَ: ما معنى: "شرّقوا أو غرّبوا"؟

فالجواب:
إنّ هذا القول منه - صلى الله عليه وسلم - كان بموضع (تكون) (¬2) القبلة منه في ناحية الجنوب، فمن قبلته في ناحية الجنوب؛ قيل له: "شرّق أو غرّب"، وكذلك من كانت القبلة منه في ناحية الشمال أيضًا، لئلاّ يَستقبِل القبلة ولا يستدبرَها، ومحُال أن يُقال لمن كانت القبلة منه إلى مطلع الشمس أو مغربها: "لا تَستقبِل القبلة، ولكن شرّق أو غرّب"؛ لأنّ هذا كان يقتضى الأمر بالشيء والنهي عنه في حالة واحدة، وهذا محُال، والكلام في هذا ليس
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري في [الوضوء (144) باب لا تستقبل القبلة بغائط أو بول إلاّ عند البناء: جدار أو نحوه]، وأخرجه في [الصلاة (394) باب قبلة أهل المدينة وأهل الشام والمشرق ليس في المشرق ولا في المغرب قبلة].
وأخرجه مسلم في [الطهارة (264) باب الاستطابة] من طرق عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي أيّوب.
(¬2) في الأصل: "يكون"، وهو خطأ لتعيّن التأنيث.

الصفحة 159