فالجواب:
إنّ حديث قتادة عن أنس هذا صحيح، ومعناه؛ أنّ الميّت تُرَدُّ إليه روحه فيساءل في قبره عن ربِّه وعن دينه ونبيِّه، ويأتيه الملكان الفتانان اللذان يفتن الله بهما المُرتابِين ويُثبِّت المؤمنين، وإذا رُدّت عليه روحه؛ لم يُنكَر عليه سماع المنصرفين من دفنه وهذا لم نَقُلْه من جهة قياس ولا إعمال نَظَر، وإنّما قلناه اتّباعا للآثار المتواترات المنقولة على ألسنة الجماعات الثقات الذين تناءت أوطانهم وبَعُدَت ديارُهم، واختلفت أهواؤهم كلّهم ينقل في فتنه القبر آثارًا صحيحة من جهة النقل لا يدفعها إلّا مبتدع (¬1)،
¬__________
(¬1) حديث السؤال في القبر روي عن عدّة من الصحابة، منهم:
1/ أبو هريرة: وحديثه عند الترمذي في الجنائز (3/ 374/ 1071)، وقال: "حسن غريب"، وابن أبي عاصم في "السنّة" (2/ 416 - 417/ 864)، وابن حبّان في "صحيحه" كما في "موارد الظمآن" (ص 179) حديث (779)، وحسّن الألباني إسناده في هامش "السنّة"، وانظر: "السلسلة الصحيحة" (1391).
2/ أنس: حديثه سبق تخريجه قبل قليل.
3/ عبد الله بن عمرو: وحديثه رواه ابن حبان - كما في "الموارد" (ح 778 - ص 197)، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"، وهو حسن بطرقه.
4/ عبد الله بن مسعود: حديثه أخرجه الآجرّي في "الشريعة"، لكن فيه أبو بكر بن عياش، ساء حفظه لمّا كبر، لكن يشهد له حديث أنس المتقدم.
5/ البراء بن عازب: حديثه أخرجه أحمد (4/ 278)، وأبو داود في "السنة" - عون المعبود - (13/ 92 - 89)، وعبد الله بن أحمد في "السنّة" (1438 - 1444)، وابن أبي شيبة (3/ 374 - 380)، والحاكم في "المستدرك" وصحّحه (1/ 37 - 39)، وغيرهم، وصحّحه الألباني كما في "أحكام الجنائز" (198 - 202).
أقول: ذهب أهل السنة والجماعة إلى إثبات عذاب القبر ونعيمه، وأقرّوا به، وهو من جُملة عقيدتهم =