تضطرب ولا تختلف، وإن كان سعيد بن المسيِّب والحسن البصري وعبيد الله ابن الحسن العنبري قد قالوا: إنّ الشهداء كلّهم مَن قَتَله منهم العدوّ ومَن قُتِل في المعتَرَك من أنواع الشهداء كلّهم يُغسَلون ويُصلَّى عليهم (¬1)، وقال سائر العلماء من التابعين وفقهاء الأمصار وأهل الآثار أنّهم لا يغسلون، واختلفوا في الصلاة عليهم على حَسَب ما ذكرتُ لك ومسائل الخلاف يتّسع فيها القول؛ لأنّ لكلٍّ وجهًا لم يذهب إليه إلّا بعد اجتهاده (¬2)، والله الموفّق للصواب.
* * *
¬__________
(¬1) انظر: "المغني" (3/ 467).
(¬2) انظر للخلاف في هذه المسألة: "نيل الأوطار" (4/ 49 - 50)، و"المغني" (3/ 467)، و"المحلى" (3/ 337 - 336)، و"الفتح" (3/ 249 - 250).