كتاب الأجوبة عن المسائل المستغربة من كتاب البخاري

"اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كانُوا عَامِلِينَ" (¬1).
وروى أبو بِشر عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مثله، (رواه) (¬2) شعبة وغيره عنه (¬3).
وروى الثوري عن أبي نَضْرة العَبْدي عن أبي سعيد الخدري عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مثله (¬4).
وجائز عند أكثر الجماعة وأهل السنّة وممكن تعذيب الله الأطفال في الآخرة بالنار كما يؤلمهم في الدنيا بالآلام والأسقام إن كان سبق لهم ذلك عند أخذ الميثاق عليهم، وكتب عليهم في بطون أمّهاتهم بِدَرَك الشقاء لهم حينئذ، والله عز وجل غير ظالم لهم، ولا لغيرهم؛ لأنّ الظالم إنّما يكون من أزال الشيء عن موضعه، بأن يخالف ما أُمر به أو نهي عنه، وقد جلّ الله تعالى عن أن يُؤمَر أو يُنهَى، والكلام في هذا طويل جدًّا.
وقد روي عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "خَلَقَ اللهُ تَعَالَى آدَمَ، ثُمَّ أَخَذَ الخَلْقَ مِنْ ظَهْرِهِ،
¬__________
(¬1) حديث أيى هريرة من طريق الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي أخرجه البخاري في [القدر (6598) باب "الله أعلم بما كانوا عاملين"]، ومسلم فيه [(2659) باب معنى "كلّ مولود يولد على الفطرة"].
(¬2) في الأصل: "ورواه"، والصواب ما أثبتُّ؛ لأنه لم يذكر من روى عن أبي بشر غير شعبة، وقوله: "وغيره" فقد رواه مع شعبة عن أبي بشر أبو عوانة - كما في "صحيح مسلم" (2660) - وهشيم - كما عند الآجري في "الشريعة" (2/ 821)، وأبي يعلى في "المسند" (4/ 362/ 2479) -.
(¬3) حديث ابن عباس من طريق أبي بشر عن سعيد بن جبير أخرجه البخاري في "صحيحه" في [القدر منه (6597) باب "الله أعلم بما كانوا عاملين"].
(¬4) لم أجده، ولا عند المصنف، رغم أنّه عقد بابًا قال فيه: "باب ذكر الأخبار التي احتجّ بها من أوجب الوقوف عن الشهادة لأطفال المسلمين وغيرهم بجنة أو نار وجعل جميعهم في مشيئة الجبّار" "التمهيد" (18/ 98).

الصفحة 209