كتاب الأجوبة عن المسائل المستغربة من كتاب البخاري

فهذا باب ليس من الباب الأوّل، والله سبحانه وتعالى أعلم؛ الموفّق للصواب، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله وأزواجه، وأصحابه صلاةً دائمةً بلا انقضاء ولا نهاية، الحمد لله ربّ العالمين، حَمْدًا يُوافِي نعمه، ويكافئ مزيده (¬1).
¬__________
(¬1) ذكر بعض أهل العلم أنّ أفضل صيغ الحمد: "الحمد لله يوافي نعمه ويكافئ مزيده".
واحتجّ لما ورد عن أبي تصر التَمَّار أنه قال: قال آدم عليه السلام: يا ربِّ شغلتني بكسب يديَّ فعلِّمني شيئًا من مجامع الحمد والتسبيح، فأوحى الله إليه: يا آدام إذا أصبحت فقل ثلاثًا: "الحمد لله رب العالمين حمدًا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، فذلك مجامع الحمد".
وقد رفع هذا الأمر ابن القيّم رحمه الله فأنكره على قائله غاية الإنكار وبيّن رحمه الله أنّ ذلك لم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في شيء من الصحاح أو السنن أو المسانيد، ولا يعرف في شيء من كتب الحديث المعتمدة وبسط القول في ذلك في رسالة مفردة.
يرجع إلى كتاب "صيغ الحمد" المطبوع باسم "مطالع السعد" (ص: 98 و 41، 44)، وانظر أيضًا فقه الأدعية والأذكار القسم الأول (ص: 260، 263).

الصفحة 258