كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 64)

قال أسلم (1) فلما كان في خلافة عمر توجه إلى الشام أتاه شيخ كبير ومعه جماعة من النصارى حين نزل عمر الجابية فسلم عليه وقال ما تعرفني يا أمير المؤمنين فقال إن كنت صاحبي بدير العدس فإني أعرفك قال أنا هو فقال عمر فإن عهدي بك وأنت مكتهل وقد بلغت الآن هذه الحال وقد أتى الله جل اسمه بالإسلام فما يمنعك من الدخول فيه وأنت رجل من أهل الكتاب وقد كنت أخبرتني بشئ فرأيت من نبئه ما استدللت به على أنك من علمائهم فاعتذر في ذلك بقول لا أحفظه ثم أظهر الكتاب الذي كان عمر كتبه يوم نزل به فعرفه عمر وقال ما أسأل قال أسال أن تمضيه لي فقد تقدم به أمرك ووعدك فقال إنا يومئذ كنا وإياكم على حال قد علمتها وقد أزالها الله وجاءنا بغيرها ولا بد من أحد أمرين إما الخراج وإما الضيافة فاختار الضيافة فألزمهم إياها عمر وأسقط عن ديره الخراج على أن عليهم ضيافة من نزل هذا الدير من المسلمين إذا كان عابر رسبيل ثلاثة أيام يطعمونهم ما يحل لهم من أوسط طعامهم وكتب لهم بذلك كتابا وقال عمر ما أعرف لأحد عندي يدا منذ كنت حتى من الله علي بالإسلام غير هذا الرجل يعني ما كان صنعه به أسقف الدير وعرض عليه المكافأة من ماله فلم يقبلها وانصرف إلى موضعه وأصحابه راضين بما ألزمهم (2) عمر من ضيافة المسلمين
8158 - يحيى بن عبد الله بن الحارث أبو بكر القرشي العبدري المعروف بابن الزجاج الكاتب روى عن أبي عقيل أنس بن السلم الخولاني وأبي بكر محمد بن هارون بن محمد بن بكار بن بلال وسليمان بن أيوب بن حذلم وأحمد بن علي بن سعيد القاضي وأبي الحسن علي بن غالب بن سلام السكسكي وزكريا بن يحيى السجزي (3) وأبي عطية وردان بن صالح بن كثير ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد وأبي الجهم عمرو بن حازم القرشي وأحمد بن نصر بن شاكر وأبي سعيد محمد بن يحيى حامل كفنه وأبي قصي
_________
(1) هو أسلم القرشي العدوي أبو خالد ويقال: أبو زيد المدني مولى عمر بن الخطاب ترجمته في تهذيب الكمال 2 / 111
(2) كذا بالاصل وم و " ز " وفي المختصر: أكرمهم
(3) في " ز ": الشجري

الصفحة 295