كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 64)

وسحاحها (1) وخيارها وكان قابيل (2) يتقرب بزؤان (3) ونفاية الحنطة فتأتي نار من السماء فتأكل قربان هابيل ولا تقرب قربان قابيل فغاظه ذلك فخرج (4) حتى لقي إبليس فقال يا إبليس أتقرب أنا وأخي بقربانين فتأتي نار فتأكل كل قربانه ولا تأكل قرباني فقال له إبليس اقتله تكن ملكا تبحبح (5) في الأرض قال وما القتل قال إذا رأيته راقدا (6) فآذني به فلما رقد هابيل أتى قابيل إلى إبليس فآذنه فانطلق معه إبليس حتى وقف على رأسه فقال خذ حجرا فاضرب به رأسه ففعل فلما قتله حمله ثلاثة أيام يطوف به الأرض يظعن به إذا ظعن وينزل به إذا نزل حتى بعث الله الغرابين فاقتتلا وقابيل ينظر إليهما فقتل أحدهما صاحبه فحفر له حتى أعمق فدفنه فقال الله تعالى في كتابه " واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر " إلى " النادمين (7) أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا أبو بكر الخطيب أخبرنا أبو الحسين ابن الفضل وأبو علي بن شاذان قالا أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمروية الصفار حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصنعاني حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان لآدم عليه السلام أربعة توام ذكر وأنثى من بطن وذكر وأنثى من بطن فكانت أخت صاحب الحرث جميلة وكانت أخت صاحب الغنم قبيحة فقال صاحب الحرث أنا أحق بها وقال صاحب الغنم أنا أحق بها أتريد أن تستأثر بر ضائها علي فتعال نقرب قربانا فإن تقبل قربانك فأنت أحق بها وإن تقبل قرباني فأنا أحق بها (9) فقربا قربانهما فجاء صاحب الغنم بكبش أبيض أعين أقرن وجاء صاحب الطعام بصبرة (10) من طعامه فتقبل الكبش فخزنه الله في الجنة أربعين خريفا وهو الكبش الذي ذبحه إبراهيم عليه السلام فقال صاحب الحرث " لأقتلنك " (11) فقال " لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي
_________
(1) كذا بالاصل وم وفي " ز ": وشخاصها وفوقها ضبة
(2) في " ز ": وقابن وقد جاءت فيها " قابن " في كل مواضع الخبر
(3) الزؤان الذي يخالط البر
(4) سقطت من الاصل وم واستدركت عن " ز "
(5) التبحبح: التمكن في الحلول والمقام
(6) بالاصل وم: راقد والمثبت عن " ز "
(7) سورة المائدة الايات 27 / 31
(8) تحرفت في " ز ": وم إلى: خيثم
(9) مكرر بالاصل
(10) الصبرة: ما جمع من الطعام بلا كيل ولا وزن
(11) سورة المائدة الاية: 27

الصفحة 4