كتاب فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري (اسم الجزء: 1)

وفي الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم: «لا يمس القرآن إلا طاهر» (¬1) وهذا يؤكد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعظيم القرآن الكريم وإكرامه.
فينبغي للداعية أن يكون حريصا على تعظيم القرآن العزيز وإكرامه، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثالثا: شدة عداوة أعداء الدين وخطرهم على الإسلام وأهله: إن أعداء الإِسلام: من الملحدين، والمشركين وأهل الكتاب لهم غدرات، وعداوة شديدة للإِسلام وأهله؛ ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن السفر بالقرآن إلى أرضهم، خشية أن يمتهنوا هذا القرآن العظيم.
فينبغي للمسلمين أخذ الحذر؛ لقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} [النساء: 71] (¬2) وقال سبحانه وتعالى: {هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران: 119] (¬3).
¬_________
(¬1) موطأ الإِمام مالك، كتاب القرآن، باب الأمر بالوضوء لمن مس القرآن، 1/ 199، والدارقطني في سننه، كتاب الطهارة، باب في نهي المحدث عن مس القرآن، 1/ 122، وله شاهد من حديث ابن عمر عند الدارقطني في الكتاب والباب السابق 1/ 121، والطبراني في الكبير، 12/ 213 برقم 13217، والأوسط والصغير [مجمع البحرين 1/ 346 برقم 431] والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 88، وله شاهد آخر من حديث حكيم بن حزام، عند الدارقطني في سننه، 1/ 122، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي 3/ 485، والطبراني في المعجم الأوسط والصغير، [مجمع البحرين، 1/ 347، برقم 432] وفي المعجم الكبير، 3/ 205، برقم 3135. وقال ابن عبد البر " وكتاب عمرو بن حزم هذا قد تلقاه العلماء بالقبول والعمل، وهو عندهم أشهر وأظهر من الإِسناد الواحد ": الاستذكار 1/ 10 وصححه الألباني في إرواء الغليل، لشواهده وطرقه 1/ 158، وانظر: تلخيص الحبير، لابن حجر 1/ 131.
(¬2) سورة النساء، الآية71.
(¬3) سورة آل عمران، الآية 119.

الصفحة 637