كتاب فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري (اسم الجزء: 2)

حاج (¬1) " قال أبو سلمة: هكذا قال أبو عوانة حاج "فإن فيها امرأةً معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين فائتوني بها" فانطلقنا على أفراسنا حتى أدركناها حيث قال لنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسير على بعير لها وكان كتب إلى أهل مكة بمسير رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليهم فقلنا: أين الكتاب الذي معك؟ قالت: ما معي كتاب، فأنخنا بها بعيرها فابتغينا في رحلها فما وجدنا شيئًا فقال صاحبي (¬2) ما نرى معها كتابا قال: فقلت: لقد علمنا ما كذب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم حلف علي: والذي يحلف به لتخرجن الكتاب أو لأجردنك، فأهوت إلى حجزتها وهي محتجزة بكساء، فأخرجت الصحيفة، فأتوا بها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال عمر: يا رسول الله قد خان الله ورسوله والمؤمنين دعني فأضرب عنقه، فقال رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا حاطب ما حملك على ما صنعت؟ " قال: يا رسول الله ما لي أن لا أكون مؤمنًا بالله ورسوله، ولكني أردت أن يكون لي عند القوم يد يدفع بها عن أهلي ومالي، وليس من أصحابك أحد إلا له هنالك من قومه من يدفع الله به عن أهله وماله. قال: "صدق لا تقولوا له إلا خيرًا" قال: فعاد عمر فقال: يا رسول الله قد خان الله ورسوله والمؤمنين دعني فلأضرب عنقه، قال: "أوليس من أهل بدر؟ وما يدريك لعل الله اطلع عليهم فقال: اعملوا ما شئتم فقد أوجبت لكم الجنة" فاغرورقت عيناه فقال: الله ورسوله أعلم. قال أبو عبد الله: خاخ أصح، ولكن كذلك قال أبو عوانة: حاج وحاج تصحيف، وهو موضع وهشيم يقول: خاخ» (¬3).
وفي رواية: «ما حملك يا حاطب على ما صنعت؟ " قال: ما بي إلا أن أكون
¬_________
(¬1) هكذا في نسخة الفتح 12/ 306، ونسخة استانبول 8/ 54، قال الحافظ: "بمهملة ثم جيم" وفي النسخة المعتمدة بالخاء المكررة، والصواب ما قرره البخاري في آخر هذه الرواية "خاخ ".
(¬2) في نسخة البخاري المطبوعة مع فتح الباري 12/ 304 "صاحباي" قال الكرماني 24/ 58 "في بعضها صاحبي وهو بلفظ المفرد ظاهر، وبالمثنى صحيح على مذهب من يقلب الألف ياء".
(¬3) الطرف رقم 6939.

الصفحة 676