كتاب فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري (اسم الجزء: 2)

من أهل بدر، أما من فعل ذلك من المسلمين. . . فيقتل لأن هذا ردة" (¬1) "إلا في حق حاطب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ" (¬2).
ثامنًا: أهمية الشورى. مع الإمام، والعالم، والحاكم: ظهر في هذا الحديث أن الشورى من الأمور المهمة مع الإمام أو العالم أو الحاكم في الأمور العظيمة؛ ولهذا قال عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق» وفي رواية قال: «يا رسول الله قد خان الله ورسوله والمؤمنين دعني فلأضرب عنقه» قال الإمام النووي رحمه الله: "وفيه إشارة جلساء الإمام والحاكم بما يرونه، كما أشار عمر بضرب عنق حاطب " (¬3) وهذا يبين أهمية الشورى ومكانتها؛ لأن عمر لم يقدم على قتل حاطب بل استشار النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمنعه من ذل (¬4).
تاسعًا: من صفات الداعية: اليقين بصدق الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن من الصفات العظيمة للداعية أن يتيقن صدق النبي فيما صح عنه مما أخبر به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ ولهذا اليقين قال علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ للمرأة حينما أنكرت أن يكون معها كتاب حاطب: «لقد علمنا ما كذب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم حلف علي: والذي يحلف به لتخرجن الكتاب أو لأجردنك فأهوت إلى حجزتها وهي محتجزة بكساء فأخرجت الصحيفة» وهذا يدل على أهمية اليقين الصادق بصدق رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كل ما صح عنه مما أخبر ب (¬5).
عاشرًا: من أساليب الدعوة: الشدة على بعض أهل المعاصي بالقول والفعل عند الحاجة: دل هذا الحديث على أن من أساليب الدعوة: الشدة على بعض المدعوين
¬_________
(¬1) سمعت ذلك من سماحته أثناء شرحه لحديث رقم 3007، و4274 من صحيع البخاري.
(¬2) سمعت ذلك من العلامة السابق أثناء شرحه لحديث رقم 4890 من صحيح البخاري.
(¬3) شرح النووي على صحيح مسلم، 16/ 289.
(¬4) انظر: الحديث رقم 11، الدرس الرابع، و 64، الدرس الثالث.
(¬5) انظر: الحديث رقم 73، الدرس التاسع.

الصفحة 682