كتاب فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري (اسم الجزء: 2)

الصدقة والخيل المعدة في سبيل الله عَزَّ وجَلَّ" (¬1).
وسمعت العلامة عبد العزيز بن عبد الله ابن باز حفظه الله يقول: وأما قوله: «لا حمى إلا لله ورسوله»: فمعناه: لا يجوز لأحد أن يحمي الكلأ إلا لله ورسوله: أي يكون ذلك في مصلحة المسلمين، وولي الأمر يقوم مقام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إذا دعت الحاجة لمصلحة المسلمين عامة لا لمصلحة خاصة، وبشرط أن لا يضر المسلمين" (¬2).
وقد تعين في بعض الطرق لحديث الصعب بن جثامة ما حماه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم ما حماه عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ لمصلحة المسلمين، فعن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أن الصعب بن جثامة قال: إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «لا حمى إلا لله ورسوله» وقال: "بلغنا أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حمى النقيع، وأن عمر حمى الشرف (¬3) والربذة (¬4) " (¬5)
¬_________
(¬1) النهاية في غريب الحديث والأثر، باب الحاء مع الميم، مادة: "حمى" 11/ 447.
(¬2) سمعت ذلك منه أثناء شرحه لحديث رقم 2370، ورقم 3012 من صحيح البخاري.
(¬3) الشرف من الأرض: العالي، ومشارف الأرض أعاليها، وشرف كل شيء: أعلاه، والمشارف من قرى العرب: ما دنا من الريف، وبيداء المدينة: هي الشرف الذي أمام ذي الحليفة. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين للحميدي ص 192، ومشارق الأنوار للقاضي عياض، حرف الشين مع الراء، 2/ 262، وحرف السين مع الراء، 2/ 233، وحرف الباء مع الياء، 1/ 116، والنهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب الشين مع الراء، مادة: "شرف" 2/ 463.
(¬4) الربذة: بفتح الراء والباء والذال المعجمة: موضع خارج المدينة بينه وبينها ثلاث مراحل، وهي قريب من ذات عرق. مشارق الأنوار للقاضي عياض 1/ 305.
(¬5) البخاري، كتاب المساقاة، باب لا حمى إلا لله ورسوله، 3/ 109، برقم 2370، وقوله "بلغنا أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حمى النقيع وأن عمر حمى الشرف والربذة" هذا بلاغ لابن شهاب الزهري وليس من حديث ابن عباس رضي لله عنهما عن الصعب، وقد تكلم الحافظ ابن حجر رحمه الله على ذلك كلاما وافيا، انظر: فتح الباري 5/ 45.

الصفحة 697