كتاب فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري (اسم الجزء: 2)

وشهد، ثم بعث جرير رجلًا من أحمس يكنى أبا أرطاة (¬1) إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يبشره بذلك فلما أتى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما جئت حتى تركتها كأنها جمل أجرب. قال: فبرك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على خيل أحمس ورجالها خمس مرات (¬2).
وفي رواية: "ما حجبني النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي" (¬3).

شرح غريب الحديث: * " ذو الخلصة" بيت كان فيه صنم لدوس وخثعم، وبجيلة، وغيرهم، وقيل: ذو الخلصة الكعبة اليمانية التي كانت باليمن (¬4).
* "أحمس" أحمس طائفة من بجيلة، منهم أبو أرطاة: حصين بن ربيعة الأحمسي (¬5).

الدراسة الدعوية للحديث: في هذا الحديث دروس وفوائد دعوية، منها:
1 - من صفات الداعية: راحة القلب بالتوحيد ونشره بين الناس.
2 - من موضوعات الدعوة: الحض على إزالة الشركيات.
3 - من وسائل الدعوة: بعث البعوث وإرسال الدعاة.
4 - أهمية سرعة استجابة المدعو.
5 - من صفات الداعية: التواضع.
¬_________
(¬1) أبو أرطاة: هو حصين بن ربيعة بن عامر بن الأزور الأحمسي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وهو مشهور بكنيته، وأرسله جرير بن عبد الله يبشر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإحراق ذي الخلصة. انظر: تهذيب التهذيب لابن حجر، 2/ 331، والإصابة في تمييز الصحابة له، 3/ 337.
(¬2) طرف الحديث رقم 4357.
(¬3) طرف الحديث رقم 6089.
(¬4) النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب الخاء مع اللام، مادة: "خلص" 1/ 62. وسمعت سماحة العلامة عبد العزيز بن عبد الله ابن باز حفظه الله أثناء شرحه لحديث رقم 4355 من صحيح البخاري، يقول: "ذو الخلصة: الصنم المعروف في أطراف بيشة، وقد أعيدت، وهدمها المسلمون في عهد الإمام محمد بن سعود رحمه الله.
(¬5) اللباب في تهذيب الأنساب، لابن الأثير، 1/ 32.

الصفحة 711