كتاب فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري (اسم الجزء: 2)

5 - من وسائل الدعوة: أخذ الحذر والحيطة.
والحديث عن هذه الدروس والفوائد الدعوية على النحو الآتي: أولا: من صفات الداعية: طاعة ولي أمر المسلمين في المعروف: إن من الصفات الحميدة والأعمال الجليلة: طاعة ولي أمر المسلمين في غير معصية الله - عز وجل؛ ولهذه الأهمية بادر سلمة بن الأكوع - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - امتثال أمر النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - فلحق بالجاسوس فقتله، وهذا يبيِّن أهمية طاعة ولي أمر المسلمين بالمعروف (¬1).
ثانيا: من صفات الداعية: الشجاعة: ظهر في هذا الحديث أن الشجاعة من صفات الداعية؛ ولهذا قتل ابن الأكوع الجاسوس بأمر النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وظهرت قوته وشجاعته - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - في ذلك كما في هذا الحديث (¬2).
ثالثا: من وظائف الإمام المسلم: قتل الجاسوس الحربي الكافر: إن من الأمور المهمة أن يُقْضَى على جواسيس الكفار بالقتل، وذلك من وظائف الإمام الأعظم، يأمر به ويشرف على تنفيذه؛ ولهذا أمر النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ابن الأكوع - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بقتل الجاسوس فقتله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ قال الإمام النووي - رحمه الله - في ذكره لفوائد هذا الحديث: " وفيه قتل الجاسوس الكافر الحربي وهو كذلك بإجماع المسلمين " (¬3).
رابعا: من وسائل الدعوة: تشجيع الشجاع على شجاعته: لا شك أن من وسائل الدعوة تشجيع الشجاع على شجاعته؛ ولهذا أعطى النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - سلمة بن الأكوع - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - سلب الجاسوس الذي قتله ففي هذا الحديث: «فنفله سلبه»، وفي رواية مسلم قال ابن الأكوع رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «فخرجت أشتد فكنت عند ورك الجمل، ثم تقدمت حتى أخذت بخطام الجمل فأنخته، فلما وضع
¬_________
(¬1) انظر: الحديث رقم 95، الدرس الأول، ورقم 96، الدرس الثاني، ورقم 102، الدرس التاسع.
(¬2) انظر: الحديث رقم 35، الدرس الخامس، ورقم 61، الدرس الثاني.
(¬3) شرح النووي على صحيح مسلم، 12/ 310.

الصفحة 778