كتاب فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري (اسم الجزء: 2)

178 - بَابُ كيفَ يُعرَض الإسلامُ على الصّبيّ؟
[حديث ذكر الدجال وقوله فيه تعلمون أنه أعور وإن الله ليس بأعور]
135 - [3057] وَقَالَ سَالِمٌ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ (¬1).
«ثمَّ قَامَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - فِي النَّاسِ فَأَثْنَى عَلَى الله بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ: " إِنِّي أُنْذِرُكُمُوه، وَمَا مِنْ نَبِي إِلَّا قَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ، لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوح قَوْمَه: وَلَكِنْ سَأَقُولُ لَكُمْ فِيه قَوْلا لَم يَقُلْهُ نَبِي لِقَوْمهِ: تَعْلَمُون أَنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ الله لَيْسَ بِأَعْوَرَ» (¬2).
وفي رواية: «إِنَّ الله لَيْسَ بأَعْوَرَ، ألا إنَّ المَسيحَ الدَّجَالَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنى، كَأن عَيْنَهُ عِنَبَة طَافِيَة» (¬3).
وفي رواية: «كُنَا نَتَحَدَّثُ بِحَجَّةِ الْوَدَاع وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - بيْنَ أَظْهُرِنَا، وَلَا نَدْرِي مَا حَجَّةُ الْوَدَاعِ، فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ ذَكَرَ الْمَسِيحَ الدَّجَّال فَأَطْنَبَ فِي ذِكْرِهِ وَقَالَ: " مَا بَعَثَ الله مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَنْذَرَهُ أُمَّتَهُ: أَنْذَرَهُ نُوح والنَّبيُّونَ مِنْ بَعْدِهِ، وَإنَّه يَخْرُجُ فِيكُمْ فَمَا خَفِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ شَأنِهِ، فَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْكُم أَنَّ رَبكُمْ لَيْسَ عَلَى مَا يَخْفَى عَلَيْكُمْ " ثلاثا " إِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَإِنَّهُ أَعْوَرُ العَين الْيُمْنَى، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَة طَافِيَة» (¬4).

* شرح غريب الحديث: * " فأطنب " يقال: أطنب في الكلام أو الوصف أو الأمر: بالغ وأكثر (¬5).
¬_________
(¬1) تقدمت ترجمته في الحديث رقم 1.
(¬2) [الحديث 3057] أطرافه في: كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله - عز وجل -: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ، 4/ 126، برقم 3337. وكتاب أحاديث الأنبياء، باب: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا 4/ 170، برقم 3439. وكتاب المغازي، باب حجة الوداع، 5/ 147، برقم 4402. وكتاب الأدب، باب قول الرجل للرجل: اخسأ، 7/ 148، برقم 6175. وكتاب الفتن، باب ذكر الدجال، 8/ 130، برقم 7123 و7127. وكتاب التوحيد، باب قول الله تعالى. وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي، 8/ 217، برقم 7407. وأخرجه مسلم في كتاب الإِيمان، باب ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال، 1/ 154، برقم 169. وكتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفة ما معه، 4/ 2247، برقم 169.
(¬3) طرف الحديث رقم 3439.
(¬4) طرف الحديث رقم 4402.
(¬5) انظر: القاموس المحيط، للفيروز آبادي، باب الباء، فصل الطاء، ص 141، والمعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية، 2/ 567.

الصفحة 780