كتاب إثارة الفوائد (اسم الجزء: 1)

الْجَرَّاحِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْبُوبٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ الْحَافِظُ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، ثنا أَبُو دَاوُدُ الْحَفْرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ يَعْنِي الثَّوْرِيَّ، عَنْ أَبِي هَارُونَ وَهُوَ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي أَبَا سَعِيدٍ يَعْنِي الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَيَقُولُ: مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ النَّاسَ لَكُمْ تَبَعٌ، وَإِنَّ رِجَالا يَأْتُونَكُمْ مِنْ أَقْطَارِ الأَرْضِ يَتَفَقَّهُونَ فِي الدِّينِ، فَإِذَا أَتَوْكُمْ فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا " كَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ، ثُمَّ ذَكَرَ الْكَلامَ فِي أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، وَلَيْسَ الْحَدِيثُ مِنْ أَفْرَادِهِ، بَلْ قَدْ رَوَيْنَاهُ مِنْ حَدِيثِ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ بِنَحْوِهِ فَبِسِلْسِلَةِ الإِسْنَادِ حَفِظَ اللَّهُ مِنَ السُّنَّةِ شَوَارِدَهَا،
وَكَرَعَ الْعُلَمَاءُ مِنَ الأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ مَوَارِدَهَا، وَعُرِفَتْ مَعَاقِدُ قَوَاعِدِ الدِّينِ، وَحُسْنُ التَّوَصُّلِ إِلَى فَهْمِ كِتَابِ اللَّهِ الْمُبِينِ، وَجَلِيَتْ أَخْبَارُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، وَتُلِيَتْ آثَارُ الْعُلَمَاءِ وَالصَّالِحِينَ، وَتَمَيَّزَ الصَّحِيحُ مِنَ السَّقِيمِ، وَخَبَرُ الصَّادِقِ عَنْ قَوْلِ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ.

الصفحة 69