كتاب الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة (اسم الجزء: 2)
كلم موسى وحده أو مع أقوام آخرين ظاهر الآية يدل على الأول .. الخ (¬1).
8 - صفة الوجه:
قال عند قوله تعالى من سورة البقرة: {فَأَينَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} أي قبلته كما قاله مجاهد، وقال الكلبي: فثم الله يعلم ويرى، والوجه صلة كقوله تعالى: {كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} أي إلا هو (¬2).
وقال عند قوله تعالى من سورة القصص: {كُلُّ شَيءٍ هَالِكٌ إلا وَجْهَهُ} أي ذاته فإن الوجه يعبر به عن الذات، وقال أبو العالية: إلا ما أريد به وجهه، وقيل: إلا ملكه (¬3).
وقال عند قوله تعالى من سورة الرحمن: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.
أي ذاته فالوجه عبارة عن وجود ذاته، قال ابن عباس: الوجه عبارة عنه (¬4).
9 - صفة الإتيان والمجيء:
وقال عند قوله تعالى من سورة البقرة: {هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ}.
أي إلا أن يأتيهم أمره أو بأسه، كقوله أو يأتي أمر ربك، أي عذابه وقوله تعالى: {فجاءهم بأسنا أو يأتيهم الله ببأسه} فحذف المأتي به للدلالة عليه بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (¬5).
وقال عند قوله تعالى من سورة الفجر: {وَجَاءَ رَبُّكَ} قال الحسن: أي أمره وقضاؤه.
10 - صفة العندية:
قال عند قوله تعالى من سورة آل عمران: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.
قوله تعالى: {عِنْدَ رَبِّهِمْ} أي ذووا زلفى منه فليس المراد القرب المكاني لاستحالته ولا بمعنى في علمه وحكمه لعدم مناسبة المقام له بل بمعنى القرب شرفًا ورتبة (¬6).
11 - صفة المحبة:
قال عند قوله تعالى من سورة آل عمران: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}.
قل لهم يا محمّد إن كنتم تحبون الله وتعبدون الأصنام لتقربكم إليه فاتبعوني يحببكم الله فأنا رسوله إليكم وحجته عليكم أي اتبعوا شريعتي وسنتي يحببكم الله فحب المؤمنين لله اتباعهم أمره وإيثار طاعته وابتغاء مرضاته وحب الله للمؤمنين ثناؤه عليهم وثوابه لهم وعفوه عنهم فذلك قوله تعالى: {وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (¬7).
وقال عند قوله تعالى من سورة البقرة: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} أي يثيبهم (¬8).
12 - صفة الفوقية:
قال عند قوله تعالى من سورة الأنعام: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}.
¬__________
(¬1) تفسير الخطيب الشربيني (1/ 422).
(¬2) تفسير الخطيب الشربيني (1/ 72).
(¬3) تفسير الخطيب الشربيني (3/ 100).
(¬4) نفس المرجع (4/ 134).
(¬5) نفس المرجع (1/ 112).
(¬6) تفسير الخطيب الشربيني (1/ 218).
(¬7) تفسير الخطيب الشربيني (1/ 171).
(¬8) نفس المصدر (1/ 105).