كتاب تنبيه الرجل العاقل على تمويه الجدل الباطل - ت شمس والعمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

وقد كان لكثير ممن بحث في هذه القضية بعض المؤاخذات على
هذه التعاريف؛ إذ ر وا أنها غير جامعة أو غير مانعة، إذ المقصود هنا
تعريف " الجدل الأصولي " فلابد من إضافة ضابط " الاصول "، وكذلك
لابد من التفريق بين كل من الجدل والمناظرة وعلم الخلاف، إذ الجدل
اخص منهما (1).
* طرائق الجدل، ومناهح التاليف فيه.
لما كان التنوع والاختلاف حقيقة إنسانية طبيعية، وكان من ثمار
هذا التنوع الاختلاف والتباين فيما يصل إليه الانسان بتأمله وتفكيره،
وإلى جانب هذا التنوع فان الإنسان مفطور كذلك على التفاعل والتقاء
الأفكار، والإفصاح عنها، وعرضها للحوار والجدل - نشأ عن ذلك:
الحجاج والنقالش وتبادل الأفكار واحتكاك بعضها ببعض (2).
ولما كان من وصف القرآن أنه فرقان يافزق بين الحق والباطل،
فلا بد أن يكون قد اشتمل على تقرير الحق وإبطال الباطل بطرق شتى:
بالمحاورة والمناظرة والمجادلة، بذكر الشبه ونقضها، والدعوة إلى
مجادلة أهل الكتاب، وضرب الأمثال وحكاية المناظرات التي وقعت
للسابقين، وقد رسى في أثناء ذلك الدلائل الواضحة البينة لاصول
__________
(1)
(2)
انظر "الكافية": (ص/ 20 - 21)، ومقدمة العميريني لكتاب الجدل لابن
عقيل (ص/ 32 - 44 و 93 - 100)، و"الجدل عند الأصوليين ": (ص/
143 - 152) لمسعود فلوسي.
انظر: "تاريخ الجدل ": (ص/ 7) لمحمد ابو زهرة، "ومناهج الجدل في
القران ": (ص/ 27) للألمعي.

الصفحة 12