كتاب تنبيه الرجل العاقل على تمويه الجدل الباطل - ت شمس والعمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)
اللاحب، وزخرفوه بعبارات موجودة في كلام العلماء قد نطقوا بها،
غير أنهم وضعوها في غير مواضعها المستحقة لها، وألفوا الأدلة تأليفا
غير مستقيم، وعدلوا عن التركيب الثاتج إلى العقيم.
غير أنهم بإطالة العبارة، وابعاد الاشارة، واستعمال الألفاظ
المشتركة والمجازية في المقدمات، ووضع الظنيات موضع
القطعيات، والاستدلال بالأدلة العامة - حيث لها دلالة - على وجه
يستلزم الجمع بين النقيضين، مع الاحالة والإطالة، وذلك من فعل
غالط أو مغالط للمجادلة، وقد نهى النبي لمجي! عن أغلوطات المسائل=
نفق ذلك على الأغتام الطماطم، وراج رواج البهرج على الغر العادم،
واغتز به بعض الأغمار الأعاجم، حتى ظنوا انه من العلم بمنزلة الملزوم
من اللازم، ولم يعلموا أنه والعلم المقرب متعاندان متنافيان (1)، كما أنه
والجهل المركب متصاحبان متاخيان. . " (2).
وقد نقل الحاج خليفة في "كشف الظنون " (3) عن بعض العلماء
قوله: (؟ إياك أن تشتغل بهذا الجدل الذي ظهر بعد انقراض الأكابر من
العلماء (يشير إلى جدل العميدي) فانه يبعد عن الفقه، ويضيع العمر،
ويورث الوحشة والعداوة، وهو من أشراط الساعة، كذا ورد في
__________
(1)
(2)
(3)
وقد قال الذهبي في ترجمة العميدي المتقدم ذكره: "وليس علمه مما يرشد
إلى الله والدار الاخرة، ولا هو من عدة القبر، فالنه المستعان "، "تاريخ
الإسلام "، وبنحوه في " لسير".
"العقود الدرية ": (ص/33 - 34)، و"تنبيه الرجل ": (ص/ 5 - 6).
(1/ 580).