كتاب تنبيه الرجل العاقل على تمويه الجدل الباطل - ت شمس والعمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

الكتاب، وهو ان الشيخ كثيرا ما يعقب كلام البرهان النسفي بما يشرحه
ويوضحه، فلا يؤخذ منه انه يؤيده وينصره، بدليل انه يأتي فيما بعد بما
يبين فساده من وجو؟ كثيرة. وكذلك يفعل في ذكر المقصود من منع
المعترض وجواب المستدل (او النسفي) عنه، فالشيخ يذكر اولا
المقصود من الاعتراض والجواب، ثم يعقب عليه بكلام من عنده.
واحيانا يذكر وجوها من الاعتراض على لسان المعترض او المستدل
جريا على طريقة الجدليين، ثم يقول: إنها لا طائل تحتها. واحيانا
يتكلم بعد افتراض شيء، ويتوسع في الكلام، ثم يبين ان هذا
الافتراض ليس بصحيح. والامثلة على ذلك كثيرة مبثوثة في الكتاب.
وينبغي ان يكون القارىء والدارس علي معرفة بالغرض الأصلي
من تاليف هذا الكتاب، فقد كان قصد الشيخ فيه التمييز بين الجدل
الصحيح والباطل، والتنبيه على ما (في كلام الجدليين المموهين من
المغالطات، وما يسلكونه من الطرق المعوجة، للوصول إلى
المقصود. وقد نبه الشيخ كثيزا على هذا الغرض في اثناء كلامه. يقول
في موضع (ص 445): "واعلم ان نكت هؤلاء المموهين إذا صح
بعضها وكان مبنئا على اصول الفقه، فإنه لابد من حشو وإطالة، وذكر
مالا يفيد، ووقف الاستدلال على مالا يتوقف، وادخال ما ليس من
مقدمات الدليل في المقدمات، فهي دائرة بين تغليط وتضييع، وبين
الإحالة والإطالة، وبين الباطل الصريح والحشو القبيح ". ونحو هذا
الكلام عنده كثير، فعلينا عند در [سة اراء الشيخ ان لا ننسب إليه ما هو
منه بريء، وإنما ورد ما ورد منه في كلامه على لسان المعترض أو
المستدل.

الصفحة 31