كتاب تنبيه الرجل العاقل على تمويه الجدل الباطل - ت شمس والعمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)
صفحات - في كتاب ابن عبدالهادي (العقود) كاملة؛ إذ سقطت من
نسخة الكتاب الوحيدة، فبقيت لنا لنلحقها بمكانها.
وكتابنا هذا رذ على كتاب معاصره برهان الدين النسفي الحنفي
المتوفى سنة (687) في الجدل، ويعرف ب"فصول في الجدل "، أو
" مقدمة في الجدل " أو " المقدمة البرهانية ". وهذا الكتاب يمثل مرحلة
متأخرة من مراحل التأليف في " علم الجدل "، إذ مزج علم الجدل بكثير
من مصطلحات ومباحث المنطق والفلسفة، وعرف هذا المنهج بتطويل
العبارة وابعاد الاشارة، واستعمال الالفاظ المشتركة والمجازية في
المقدمات، ووضع الطنيات موضع القطعيات، إلى غير ذلك من
التمويهات.
وقد لقيت هذه الطريقة رواجا عند بعض الفقهاء والمشتغلين
بالطلب في القرن السابع وما بعده بقليل. والذي غرهم بهذه الطريقة،
ودفعهم إلى الاشتغال بها: ظنهم أنها تضبط لهم قواعد الاستدلال،
وتدربهم على إيراد الشبه والاعتراضات و لرد عليها. . حتى وصل
الحال بكثير منهم أن اعتبروا هذا الجدل المموه من أعلى درجات العلم
الشرعي، وظنوا أنه يمكنهم من تحرير المسائل أبلغ تحرير!
والواقع أنهم خالفوا بذلك منهج السلف في الجدل الصحيح
والمناظرة المثمرة، فاستحسنوا ما ذمه السلف، وجعلوا الاصول
والقواعد الصحيحة عرضة للتشكيك، و عطوا الطلاب سهاما يفوقونها
إلى تلك المسلمات والقواعد. فكان من الواجب على من وهبه ادله
علما وفقها أن يتصدى لهذا الانحراف بنقض هذه الطريقة وبيان