كتاب تنبيه الرجل العاقل على تمويه الجدل الباطل - ط عالم الفوائد

صورة واحدةٍ
الثالث أن المعنى في صور الاستعمال يقتضي كونَه حقيقةً وعدم وجوده مع وجود الاستعمال يقتضي كونه ليس بحقيقة فيكون هذا معارضًا وذكر المعارض إنما يجب على المعترض وهذا الوجه قريبٌ من الذي قبله
فيقال الجواب من وجوه
أحدها أنّا لا نسلِّم أن اختصاص المعنى العام بموارد الاستعمال أمر عدمي وذلك أن معناه أن معنى ذلك المعنى مستلزم لموارد استعمال اللفظ كما أنه إذا وجدت موارد استعمال اللفظ فلابدّ من وجود المعنى وهذا هو التلازم بعينه مثل تلازم الحدّ والمحدود والعلة المعينة والمعلول ونحو ذلك وهذا أمر وجودي بل لا فرق بين عموم المعنى موارد استعمال اللفظ وعموم اللفظ موارد المعنى ومواضعه بل استعمالُ العموم في اللفظ أكثر من استعمال العموم في المعنى حتى اتفق الناس على أن العموم من عوارض الألفاظ حقيقةً واختلفوا في كونه من عوارض المعاني فلو جاز أن يُدَّعى أن عموم المعنى لموارد اللفظ عدمي
ثم الذي يدلُّ على أنه وجودي أن نقيضه لا عموم ولا خصوص

الصفحة 249