كتاب تنبيه الرجل العاقل على تمويه الجدل الباطل - ط عالم الفوائد
والعلة والمقوِّم متقدم على المعلول تقدُّمًا ذاتيًّا فيكون عدمُ كلّ منهما متقدمًا على الآخر تقدّمًا ذاتيًّا ومعلومٌ أن وجود أحدهما مؤثر في عدم الآخر إمّا تأثيرًا ذاتيًّا أو بجَرَيانِ العادة فيكون وجودُه متقدمًا على عدم الآخر فلو كان وجوده متوقّفًا على عدم الآخر توقُّفَ المعلولِ على العلّة لزومَ الدور
وأيضًا فلو كان عدمُ الضدِّ جزءًا من وجودِ هذه لكان عدم الممتنعات جزءًا من الوجود الواجب وهذا معلوم الفساد بالضرورة
وأيضًا فلو كان عدم الضدّ جزءًا من الضدّ الآخر وكلّ حقيقة فلها ضدّ لكان العدم جزءًا من علَّةِ كلِّ موجود
والمعترض فرَّ من بعض هذه المحاذير فكيف يلتزمُها كلَّها وهذا ظاهر فتبيَّنَ بهذا أن عمومَ المعنى مواردَ اللفظ وعموم اللفظ مواردَ المعنى ليس واحدٌ منهما عدميًّا وهذا إنما أوضحناه لأن بعض هؤلاء الجدليين ادَّعى ذلك
الجواب الثاني لو سلَّمنا أنه عدميٌّ فلا فرقَ بينه وبين عموم المعنى موارد اللفظ والعلم بذلك ينتهي عند تصوره فما لزمَ في أحدهما لزمَ في الآخر
الثالث سلَّمنا أنه عدمي لكن لا نُسلِّم أنه علةٌ لكون اللفظ حقيقةً
الصفحة 251
810