كتاب توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

قال: وزعم بعض النحويين أنها تكون للإضراب على الإطلاق، واستدلوا بقوله تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ} 1, وبقوله: {فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} 2.
قال: وما ذهبوا إليه فاسد.
السابع: معنى "الواو" كقوله3:
جاء الخلافةَ أو كانت له قَدَرَا ... ................
أي: وكانت، فأوقع "أو" مكان الواو؛ لأمن اللبس.
وإلى هذا أشار بقوله:
__________
1 الآية 174 من سورة الصافات.
2 من الآية 74 من سورة البقرة.
3 قائله: هو جرير بن عطية, من كلمة يمدح بها عمر بن عبد العزيز.
وتمامه:
كما أتى ربه موسى على قدر
وهو من البسيط.
اللغة: "قدرا" أي: مقدرة في الأزل, "على قدر" أي: على تقدير من الله.
المعنى: تولى عمر الخلافة وكانت بتقدير الله سبحانه، فانتشل المسلمين من الظلم، وأقام بينهم صرح العدل، كما أتى سيدنا موسى ربه، وكلّمه بقضائه وقدره، فأبان للخلق طريق الحق.
الإعراب: "جاء" فعل ماض والفاعل يعود على سيدنا عمر, "الخلافة" مفعول, "أو" عطف بمعنى الواو, ويروى بدلها: إذ, "كانت" فعل ماض ناقص والتاء للتأنيث واسمها يعود على الخلافة, "له" متعلق بقدرا, "قدرا" خبر كان, "كما" الكاف جارة و"ما" مصدرية, "ربه" مفعول مقدم لأتى ومضاف إليه و"ما" وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بالكاف, "موسى" فاعل مؤخر بأتى, "على قدر" متعلق بأتى.
الشاهد فيه: "أو كانت" حيث استعمل فيه "أو" بمعنى الواو؛ ارتكانا على إفهام المعنى, وعدم وقوع السامع في لَبْس.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن هشام 30/ 2، وابن عقيل 174/ 2، وابن الناظم.
وذكره السيوطي في الهمع 181/ 2.

الصفحة 1010