كتاب توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

قلت إذ أقبلت وزهر تهادى ... ....................
وهو كثير في الشعر، ومع كثرته فهو ضعيف؛ ولهذا قال:
........ وضعفه اعتقد
فإن قلت: فهل يطرد مع ضعفه أو يختص بالضرورة؟
قلت: نص المصنف على أنه يجوز في الاختيار مع ضعفه؛ لقول بعض العرب: "مررتُ برجلٍ سواءٍ والعدمُ"1 حكاه سيبويه.
ولأن العطف في البيت السابق ونحوه ليس بفصل مضطر؛ لإمكان النصب.
ومذهب الكوفيين وابن الأنباري جوازه في الاختيار، ونقل الجواز عن أبي علي.
قيل: ومذهب البصريين أنه لا يجوز بغير فصل بتوكيد, أو غيره إلا في الضرورة.
__________
= نعجة- والمراد هنا الوحش, "الفلا" الصحراء, "تعسفن" ملن عن الطريق.
المعنى: قلت إذ أقبلت الحبيبة مع نسوة زهر, يتبخترن كنعاج الصحراء حين ملن عن الطريق وأخذن في الرمل.
الإعراب: "قلت" فعل وفاعل, "إذا" ظرف متعلق به, "أقبلت" فعل ماض والتاء للتأنيث وفاعله ضمير مستتر فيه, "وزهر" معطوف على الضمير المستتر, "تهادى" فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر فيه والجملة في محل نصب حال من فاعل أقبلت, "كنعاج" جار ومجرور متعلق بمحذوف حال ثانية من فاعل أقبلت, "الفلا" مضاف إليه, "تعسفن" فعل ماض، ونون النسوة فاعل، والجملة في محل نصب حال من نعاج, "رملا" نصب على نزع الخافض.
الشاهد فيه: "أقبلت وزهر", حيث عطف "زهر" على الضمير المنفصل أو غيره.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني 429/ 2، وابن عقيل 176/ 2، والمكودي ص122, وابن الناظم. وذكره سيبويه 390/ 1، وابن يعيش 76/ 3، والإنصاف 279/ 2.
1 برفع "العدم" عطفا على الضمير المستتر في "سواء" لأنه مؤول بمشتق, أي: مستوٍ هو والعدم وليس بينهما فصل.

الصفحة 1024