كتاب توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)
علفتُها تبنا وماء باردا ... ....................
أي: وسقيتها ماء.
فحذف العامل المعطوف، واستغنى بمعموله، وأمثلته كثيرة نظما ونثرا.
وهذا مذهب جماعة من الكوفيين والبصريين, منهم الفراء والفارسي.
وذهب قوم, منهم أبو عبيدة والجرمي والمازني والمبرد إلى أن تالي الواو في ذلك معطوف على الأول عطف مفرد على مفرد، لا عطف جملة على جملة, وأن العامل ضمن معنى ينظم المعطوف والمعطوف عليه، واختاره بعض المتأخرين.
واحتج الأولون بأنه لو كان على التضمين, لساغ: "علفتها ماء وتبنا".
ورد بأنه مسموع من كلام العرب كقوله1:
__________
= مفعول لفعل محذوف تقديره: وسقيتها, "باردا" صفة لماء, "حتى" حرف غاية, "همالة" حال من "عيناها" الواقع فاعلا لشتت.
الشاهد فيه: "وماء باردا" حيث حذف العامل المعطوف وبقي معموله وهو "ما" أي: وسقيتُها ماء؛ لأنه لا يصح أن يعطف "ماء" على "تبنا" عطف مفرد على مفرد لانتفاء المشاركة؛ لعدم صحة تسلط العامل عليه؛ لأن الماء لا يعلف، ولا يصح أن تكون الواو للمعية؛ لانتفاء المصاحبة لأن الماء لا يصاحب التبن في العلف.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني 226/ 1، وابن هشام 157/ 2، وابن عقيل 334/ 1, والمكودي ص123, والشاهد 181 في الخزانة، وذكره السيوطي في الهمع 130/ 2، وفي الإنصاف 353/ 1.
1 قائله: هو طرفة بن العبد, وهو من الطويل.
وصدره:
أعمرُ بنُ هندٍ ما ترى رأي صِرْمَة
اللغة: "صرمة" -بكسر الصاد وسكون الراء وفتح الميم- وهي القطيع من الإبل نحو الثلاثين.
الإعراب: "أعمرو" الهمزة حرف نداء وعمرو منادى مبني على الضم, "ابن" صفة له, "هند" مضاف إليه, "ما ترى" ما نافية أو استفهامية, وترى فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة والفاعل ضمير مستتر فيه, "رأي" مفعول به لترى, "صرمة" مضاف إليه, "لها" جار ومجرور خبر مقدم =