كتاب توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)
وإلا فمذاهب1.
أحدها: المنع، وهو قول جمهور البصريين2.
والثاني: الجواز، وهو قول الأخفش والكوفيين، وسمع الكسائي إلى أبي عبد الله وقال3:
بكُمْ قريشٍ كُفينا كل معضِلة ... ........................
والثالث: أنه يجوز في الاستثناء نحو: "ما ضربتكم إلا زيدا" وهو قول قطرب4.
__________
1 وإلا, أي: فإن لم يكن فيه معنى الإحاطة.
2 لعدم الفائدة، إذ ضمير الحاضر في غاية الوضوح.
3 قائله: لم أقف على قائله, وهو من البسيط.
وتمامه:
وأمّ نهج الهدى من كان ضِلِّيلا
اللغة: "كفينا" أي: وقينا, "معضلة" -بكسر الضاد- اسم فاعل من أعضل الأمر؛ إذا اشتد وصعب المخرج منه, "أم" قصد, "نهج الهدى" طريقه, "ضليلا" -بكسر الضاد وتشديد اللام مكسورة- الشديد الضلال.
الإعراب: "بكم" جار ومجرور متعلق بكفينا, "قريش" بدل من كاف المخاطبين المجرورة محلا بالباء, "كفينا" فعل ماض مبني للمجهول وضمير المتكلم عن نفسه وغيره نائب فاعل، وهو المفعول الأول, "كل" مفعول ثانٍ لكفي, "معضلة" مضاف إليه, "وأم" الواو عاطفة وأم فعل ماض, "نهج" مفعول به لأم, "الهدى" مضاف إليه, "من" اسم موصول فاعل أم مبني على السكون في محل رفع, "كان" فعل ماض ناقص واسمه ضمير مستتر فيه يعود إلى "من", "ضليلا" خبر كان, وجملة كان واسمه وخبره لا محل لها صلة الموصول.
الشاهد فيه: "بكم قريش" حيث أبدل الاسم الظاهر وهو "قريش" من ضمير الحاضر وهو ضمير المخاطبين المجرور محلا بالباء -بدل كل من كل- من غير أن يبدل البدل على الإحاطة.
مواضعه: ذكره ابن هشام في شذور الذهب ص458.
4 وفيه نظر: بأن زيدا ليس بدل كل من ضمير المخاطبين بل بدل بعض، ويظهر لي أنه لا يوجد مثال يكون فيه المستثنى بدل كل من المستثنى منه، هـ صبان 99/ 3.