كتاب توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

"ويظهر أثر التقدير في التابع فيجوز"1: "يا سيبويه الظريف" -بالنصب- اتباعا للمحل -وبالرفع- اتباعا للبناء المقدر2.
وإلى هذا أشار بقوله:
.... وليُجْزَ مجرى ذي بناء جُدِّدا
ثم قال:
والمفرد المنكور والمضافا ... وشِبْهه انصب عادما خلافا
مثال المفرد المنكور -يعني: الذي لم يقصد به معين- قول الأعمى: "يا رجلا خذ بيدي", وقوله3:
__________
1 أ، جـ.
2 وإنما لم يجر مراعاة لكسرة البناء؛ لأنها لأصالتها بعيدة عن حركة الإعراب بخلاف الضم, فإنه لعروضه بيا أشبهت حركة الإعراب العارضة بالعامل المتأصلة في المتبوعية، وإطلاق الرفع على حركة التابع فيه مسامحة؛ لأن التحقيق أنها حركة إتباع. هـ 107/ 3 صبان.
3 قائله: هو عبد يغوث بن وقاص, من قصيدة ينوح فيها على نفسه عندما أسرته تيم الرباب.
وتمامه:
نداماي من نجران أن لا تلاقيا
وهو من الطويل.
اللغة: "عرضت" تعرضت, أو أتيت العروض وهو مكان, "نداماي" المؤنس على الشراب, "نجران" بلد باليمن.
المعنى: يندب حظه وينادي الركبان وهو في الأسر، ويقول: إذا بلغتم العروض فبلغوا ندمائي وأحبائي أنه لا تلاقي بيننا، فإننا لا ندري ما الله صانع بنا.
الإعراب: "أيا" حرف نداء, "راكبا" منادى منصوب بالفتحة, "إما" إن شرطية وما زائدة, "عرضت" فعل ماض فعل الشرط, والتاء فاعل, "فبلغن" الفاء واقعة في جواب الشرط, وبلغن فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة والفاعل ضمير مستتر والجملة في محل جزم جواب الشرط, "نداماي" مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف وياء المتكلم مضاف إليه, "من نجران" متعلق بمحذوف حال من نداماي, "أن" مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن, "لا" نافية للجنس, "تلاقيا" اسمها والألف للإطلاق والخبر محذوف أي: لنا، والجملة في محل رفع خبر "أن" وجملة أن في محل نصب مفعول ثانٍ لبلغن.
الشاهد فيه: أيا راكبا" حيث نصب "راكبا"؛ لكونه نكرة غير مقصودة.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني 445/ 2، وابن هشام 216/ 3، وابن عقيل 193/ 2، وابن الناظم. وذكره ابن يعيش 128/ 1، وفي الشذور ص107، وفي القطر ص204، وسيبويه 312/ 1، والشاهد 115 في الخزانة.

الصفحة 1061