كتاب توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)
يعني: أن الجمع بين حرف النداء وحرف التعريف مخصوص بالضرورة كقوله1:
فيا الغلامان اللذان فرا ... ...................
إلا في موضعين:
أحدهما: "مع"2 الله، فيجوز "يا الله" بوصل الهمزة وقطعها؛ للزوم أل لهذا الاسم حتى صارت بمنزلة الحروف الأصلية.
والآخر: ما سمي به من الجمل المصدّرة بأل نحو: "يا المنطلق زيد" -في رجل مسمى بذلك- نص عليه سيبويه.
تنبيه:
قاس المبرد ما سمي به من موصول مصدر بأل على الجملة نحو: "يا الذي قام", قال في شرح التسهيل: وهو قياس صحيح. انتهى. ونص سيبويه على منعه. فإن قلت: أهمل هنا موضعا ثالثا ذكره في التسهيل3 وهو اسم الجنس المشبه به نحو:
__________
1 قائله: لم أقف على اسم قائله, وهو من السريع.
وتمامه:
إياكما أن تعقبانا شرا
وروي بدل "تعقبانا": تكسبانا, وفي الإنصاف: تكسباني.
الإعراب: "فيا" حرف نداء, "الغلامان" منادى مبني على الألف في محل نصب, "اللذان" صفة لقوله "الغلامان" باعتبار اللفظ, "فرا" فعل ماض وألف الاثنين فاعل، والجملة لا محل لها صلة الموصول, "إياكما" منصوب على التحذير لفعل مضمر وجوبا تقديره: احذر, "أن" مصدرية, "تعقبانا" فعل مضارع منصوب بحذف النون وألف الاثنين فاعل ونا مفعول أول، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بمن مقدرة, "شرا" مفعول ثانٍ.
الشاهد فيه: "فيا الغلامان" حيث جمع بين حرف النداء وأل في غير اسم الله تعالى.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني 449/ 2, وابن عقيل 197/ 2، والمكودي ص126، والسيوطي ص102، وذكره في الهمع 174/ 1.
وذكره ابن يعيش 9/ 2، وابن الأنباري في الإنصاف 208/ 1, والشاهد 129 في الخزانة.
2 أ، جـ.
3 التسهيل ص181.