كتاب توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 3)
إن ابن حارث إن أشتقْ لرؤيته
أو أمتدحْه فإن الناس قد عَلمُوا
وقوله1:
........................... ... وأضْحَتْ منك شَاسِعَةً أُمَامَا
أنشدهما سيبويه، وأنشد المبرد2:
__________
1 قائله: هو جرير بن عطية الخطفي، وهو من الوافر.
وصدره:
ألا أضحت حبالُكم رِماما
اللغة: "أضحت" صارت وتحولت "حبالكم" -جمع حبل- وهو العهد "رماما" جمع رمة وهو القطعة البالية من الحبل "شاسعة" بعيدة بعدا كثيرا "أماما" اسم امرأة.
المعنى: إنه يقول: ما كان بيني وبينكم من أسباب التواصل قد انقطع. ثم رجع إلى نفسه يخاطبها: وأصبحت محبوبتي أمامة بعيدة عني ليس في وصلها مطمع.
الإعراب: "ألا" حرف تنبيه "أضحت" فعل ماض ناقص من أخوات كان والتاء للتأنيث "حبالكم" اسم أضحى والضمير مضاف إليه "رماما" خبر أضحت الأولى "أضحت" فعل ماض ناقص "منك" جار ومجرور متعلق بها "شاسعة" خبر أضحت مقدم "أماما" اسمها مؤخر مرفوع على التاء المحذوفة للترخيم، والألف للإطلاق.
الشاهد: قوله: "أماما" حيث رخمت في غير النداء للضرورة بحذف التاء وأصلها أمامة ورخمت على لغة من ينتظر، ولو رخمت على لغة من لا ينتظر لقيل: أمامُ بالرفع.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني 477/ 2، وابن هشام 28/ 3، وابن الناظم، وذكره سيبويه 343/ 1، والإنصاف 217/ 1، والشاهد 142 في الخزانة.
2 قائله: جرير بن عطية أيضا، وهو من الوافر.
روي البيت السابق برواية أخرى فيكون "أماما" منادى مرخما ولا يكون في البيت حينئذ شاهد على هذه الرواية الثانية، وهذه الرواية أليق بنظم البيت؛ لأنه ذكر العهد في صدر البيت ثم رد العجز على الصدر.