كتاب توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

وذكر المصنف أنه لغة بعضهم، وقال بعضهم: هو شاذّ، لا يجوز إلا حيث سمع.
وأما الحذف مع ضمير المجازي, فقد ورد في الشعر كقوله:
.......... ... ولا أرضَ أبقلَ إبقالها1
وقوله:
إن السماحة والمروءة ضمنا ... قبرا بمرو على الطريق الواضح2
__________
1 عجز بيت، قائله: عامر بن جوين الطائي، أحد الخلعاء الفتاك. يصف سحابة وأرضا مخصبة لكثرة ما بها من الغيث, وهو من المتقارب.
وصدره:
فلا مزنة وَدَقَتْ ودقها
الشرح: "المزنة" بضم الميم وسكون الزاي وفتح النون: السحابة المثقلة بالماء، و"ودقت": الودق: المطر. وفي القرآن الكريم: {فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ} ، "أبقل": من الإبقال. يقال: أبقلت الأرض, إذا خرج بقلها, أي: أنبتت البقل, وهو النبات.
المعنى: ليس هناك من السحاب ما أمطر مطرا نافعا كهذه السحابة، ولا توجد أرض تنبت البقل كما تخرجه هذه الأرض.
الإعراب: "فلا" نافية تعمل عمل ليس, "مزنة" اسمها، وجملة "ودقت" وفاعله المستتر في محل نصب خبرها, "ودقها" منصوب على أنه مفعول مطلق, "ولا" الواو عاطفة لجملة على جملة, ولا نافية للجنس تعمل عمل "إن", أرض اسمها, "أبقل" فعل ماضٍ والفاعل ضمير, والجملة في محل رفع خبرها, "إبقالها" مفعول مطلق.
الشاهد: في "ولا أرض أبقل" حيث حذف تاء التأنيث من الفعل المسند إلى ضمير المؤنث، ويروى: أبقلت أبقالها؛ بنقل حركة الهمزة من "إبقالها" إلى التاء في "أبقلت" وحينئذ فلا شاهد فيه.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم صـ91, وابن هشام 1/ 245، وابن عقيل 1/ 247، والأشموني 1/ 174، وداود، السندوبي، والمكودي ص51، والسيوطي ص48. وأيضا ذكره في همع الهوامع 1/ 171, وذكره ابن يعيش في شرح المفصل 4/ 95، والشاهد رقم 2 في خزانة الأدب، وسيبويه في كتابه ج1 ص240.
2 قائله: هو زياد بن سليمان, مولى عبد القيس, أحد بني عامر بن الحارث وهو الذي يقال له: زياد الأعجم. وهو من قصيدة حائية يرثي بها زياد بن المغيرة بن المهلب. وقيل: للصلتان العبدي وليس بصحيح. والصحيح أنها لزياد بن الأعجم. وهو من قصيدة طويلة من الكامل. =

الصفحة 590