كتاب توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

وقوله:
.......... ... فإن الحوادث أودى بها1
__________
= الشرح: "بمرو" في محل النصب على أنها صفة لقبر, أي: قبرًا كائنًا بمدينة مرو، وهي قصبة خراسان وبها كان سرير الملك، وهي مدينة عظيمة بينها وبين نيسابور اثنا عشر يوما.
الإعراب: "إن" حرف توكيد ونصب, "السماحة" اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة, "والمروءة" معطوف عليه, "ضمنا" ضمن فعل ماضٍ مبني للمجهول, وألف الاثنين فاعل مبني على السكون في محل رفع، وهو المفعول الأول, "قبرا" مفعول ثانٍ لضمن, "بمرو" جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لقبر, "على الطريق" جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة ثانية لقبر, "الواضح" صفة للطريق.
الشاهد: في "ضمنا"؛ فإن ضمن فعل ماضٍ مسند إلى ضمير المؤنث وهو الألف العائدة إلى السماحة والمروءة، والقياس فيه أن يقول: "ضمنتا" بتاء التأنيث؛ لأنها خبر عن السماحة والمروءة , وهما مؤنثتان، وهو محمول على الضرورة خلافا لابن كيسان.
مواضعه: ذكره داود في شرحه للألفية، وابن هشام في شذور الذهب ص153.
1 هذا عجز بيت للأعشى بن قيس، وهو من قصيدة له يمدح فيها رهط قيس بن معد يكرب الكندى ويزيد بن عبد الدار الحارثي, وهو من المتقارب.
وصدره:
فإما تريني ولي لمة
رواية سيبويه:
فإما ترى لمتي بدلت
الشرح: لمة بكسر اللام وتشديد الميم: ما ألم وأحاط بالمنكبين من شعر الرأس، فإن زاد عن ذلك فهو الجمة -بضم الجيم وتشديد الميم- "الحوادث": جمع حادثة, وأراد بها نوازل الدهر وكوارثه التي تحدث واحدة بعد واحدة.
"أودى بها": ذهب بها وأبادها وأهلكها.
المعنى: إن رأيتني فيما مضى وأنا شاب لي لمة, فلا تعجبي من ذهابها اليوم أو من ذهاب بهجتها, فإن المصائب وكرّ الغداة والعشي أذهبتها.
الإعراب: "إما" مركبة من: إن ما، إن حرف شرط جازم وما زائد, "تريني" فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بحذف النون, وياء المؤنثة المخاطبة فاعل, والنون للوقاية, وياء المتكلم مفعول به, "ولي" الواو للحال، لي جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم, "لمة" مبتدأ مؤخر، والجملة في محل نصب حال, "فإن" الفاء واقعة في جواب الشرط.
إن: حرف توكيد ونصب, "الحوادث" اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة, "أودى" فعل ماضٍ وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا يعود إلى الحوادث تقديره هو, "بها" جار ومجرور متعلق بأودى، وجملة أودى وفاعله في محل رفع خبر إن، وجملة إن واسمها وخبرها في محل جزم جواب الشرط =

الصفحة 591