كتاب توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

ومنهم من يحذف كسرة العين، إذ منها ينشأ الثقل وتبقى الفاء على ضمها, فتسلم "الواو"1 في "قول" وتقلب الياء واوا في "بيع" لانضمام ما قبلها2.
وهذه اللغة أضعف اللغات3, وعليها قول الراجز:
ليت شباب بوعَ فاشتريت4 ... ............
تنبيه: وإنما قال: "أُعل" دون "اعتل"؛ ليخرج ما عينه حرف علة ولم يعل، نحو: "عور في المكان" وصِيد فيه، فإن حكمها حكم الصحيح.
ثم قال:
وإن بشكل خِيفَ لَبْس يجتنب ... .....................
__________
1 ب.
2 وفي أ "تقلب الواو ياء في بِيع".
3 قال الأشموني: 1/ 181 أشار بقوله: ""فاحتمل" إلى ضعف هذه اللغة بالنسبة للغتين الأوليين، وتعزى لبني فقعس وبني دبير, وهما من فصحاء بني أسد" ا. هـ.
4 عجز بيت، قائله: رؤبة بن العجاج؛ وهو من الرجز المسدس، وصدره:
ليت وهل ينفع شيئا ليت
وروى: "وما ينفع" مكان "وهل ينفع" ابن يعيش.
المعنى: أتمنى أن يباع الشباب فأشتريه، ولكن التمني لا ينفع ولا يفيد، فإن الشباب إذا ولّى لا يرجع.
الإعراب: "ليت" حرف تمنٍّ ونصب، "وهل" حرف استفهام معناه النفي, "ينفع" فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة, "شيئا" مفعول "ليت" قصد لفظه فاعل، والجملة لا محل لها معترضة, "ليت" حرف تمن مؤكد للأول, "شبابا" اسمه, "بوع" فعل مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه والجملة في محل رفع خبر ليت, "فاشتريت" اشترى فعل ماضٍ والتاء فاعل.
الشاهد: في "بوع", فإنه فعل ثلاثي معتل العين، فلما بناه للمجهول أخلص ضم فائه، وإخلاص ضم الفاء لغة جماعة من العرب، منهم من حكى المؤلف، ومنهم بعض بني تميم، ومنهم ضبة، وحكيت عن هذيل.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم ص94، وابن عقيل 1/ 268، والأشموني 1/ 181, والسندوبي، وداود، والمكودي ص54، وابن هشام 1/ 380, وأيضا ذكره في مغني اللبيب 2/ 53، والسيوطي 50، وأيضا ذكره في همع الهوامع 1/ 248، وابن يعيش في شرح المفصل 7/ 70.

الصفحة 602