كتاب توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

تعدي الفعل ولزومه:
قال:
علامة الفعل المُعَدَّى أن تصل ... "ها" غير مصدر به نحو: "عمل"
الفعل قسمانِ: متعدٍّ ولازم.
فعلامة المتعدي صلاحيته لأن يتصل به ضمير يعود على غير المصدر نحو: "عمل" فتقول: "الخيرُ عمله زيد".
وإنما احتُرز عن "هاء" المصدر؛ لأنها تتصل بالمتعدي واللازم, فليست عاملة لواحد منهما.
فإن قلت: كان ينبغي أن يستثنى "ضمير"1 ظرفي الزمان والمكان, فإنه يتصل بالفعل اللازم كضمير المصدر نحو:
ويوما شهدناه2.......... ... ........................
و"الميل سرته".
__________
1 أ، جـ.
2 جزء بيت من الطويل، لرجل من بني عامر، وهو من شواهد سيبويه جـ1 ص90, وتمامه:
............. سليما وعامرا ... قليلا سوى الطعنِ النهالِ نوافِلُهْ
وروي: "يوم شهدناه", وروي: "قليل".
الشرح: "شهدناه" شهدنا فيه، "سليما وعامرا" قبيلتان من قيس عيلان, "النوافل" هنا الغنائم، "النهال" أصل النهل: أول الشرب، "والعلل": الشرب بعد الشرب, "الطعن" هنا جمع طعنة.
المعنى: يقول: يوم لم يغنم فيه إلا النفوس؛ لما أوليناهم من كثرة الطعن والنهال المرتوية بالدم.
الإعراب: "يوما" منصوب بفعل محذوف, "شهدناه" فعل وفاعل, وأصله شهدنا فيه فحذف الجار وانتصب الضمير واتصل بالفعل, فقد نصب ضمير اليوم بالفعل تشبيها بالمفعول به اتساعا ومجازا.
"سوى" أداة استثناء, "الطعن" مضاف إليه, "النهال" صفة للرماح ثم مضاف محذوف هو بدل من الطعن. أي: قليل به النوافل سوى الطعن طعن الرماح النهال للدم, "نوافله" فاعل لقليل والهاء مضاف إليه.
الشاهد: "ويوما شهدناه" حيث نصب ضمير اليوم بالفعل تشبيها بالمفعول به اتساعا ومجازا.
مواضعه: ذكره السيوطي في همع الهوامع 1/ 213، وابن يعيش في شرح المفصل 2/ 46، وسيبويه جـ1 ص90, والمقتضب 3/ 105.

الصفحة 620