كتاب توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

يعني: أنه يجوز حذف الفعل الناصب للفضلة بشرط أن يعلم جوازا في نحو: {قَالُوا خَيْرًا} 1, ووجوبا في باب الاشتغال، والنداء، والتحذير، والإغراء بشرطه، وما كان مثلا، أو كالمثل2.
وإلى هذا أشار بقوله:
................... ... وقد يكون حذفه مُلْتَزَما
واحترز بقوله: "إن عُلما" مما لا دليل عليه، فلا يجوز حذفه, والله أعلم.
__________
1 من الآية 30 من سورة النحل.
2 أمثلة الوجوب: الاشتغال نحو: "زيدًا ضربته", إذ لا يجمع بين المفسِّر والمفسَّر، والنداء نحو: "يا عبد الله"؛ لأن "يا" عوض عن الفعل, ولا يجمع بين العوض والمعوض.
والتحذير نحو: "إياك والأسد".
والإغراء نحو: "المروءة والنجدة"، ونحو: "السلاح السلاح" بتقدير الزم.
والمثل نحو: "الكلاب على البقر" أي: أرسل, والمراد بالبقر بقر الوحش.
والمعنى: خَلِّ الناس جميعا خيرهم وشرهم, واسلك أنت طريق السلامة.
أو كالمثل نحو قوله تعالى: {انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ} أي: وأتوا.

الصفحة 628