كتاب توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

قال ابن الجزري في طبقات القراء: قرأ على بعض أصحاب الصايغ ورجع إلى بلاده، وأخبرني غير واحد من أصحابه الواردين علينا من تلك البلاد أن ذهنه جيد واعتناءه بالقراءات تام وحرصه زائد.
وكان متعمقا في الأدب مطلعا عليه يميل إليه برغبة جذابة قوية، جعلته هذه الرغبة مضطرا لأن يقول الشعر ويترنم به، متغنيا بمصر وعظمتها ومجدها الخالد التليد.
قال في الدرر الكامنة: ومن شعره:
بعينيك هل أبصرت أحسن منظرا ... على طول ما أبصرت من هرمي مصر
أناخا بأعنان السماء وأشرفا ... على الأرض إشراف السماك أو النسر
وقد وافيا نشزا من الأرض عاليا ... كأنهما نهدان قاما على صدر
وهكذا كان الغماري مفيدا قويا نافعا في عربيته أمينا وحريصا بكل ما يملك من قوة على فن القراءات ولا يفوته أن يفخر ويتحدث عن مصر وقديمها, وبالبحث لم أعثر على اسم مؤلف من مؤلفاته.
وفاته: قال السيوطي، وابن حجر: مات أبو زكريا الغماري في ثالث عشر من ذي الحجة سنة 724هـ أربع وعشرين وسبعمائة1.
2- أبو حيان الأندلسي:
نسبه: هو محمد بن يوسف بن عليّ بن يوسف بن حيان الإمام أثير الدين أبو حيان الأندلسي الغرناطي النفزي نسبة إلى نفزة -بفتح النون وسكون الفاء- قبيلة من البربر، فهو الغرناطي المولد والمنشأ والمصري الدار.
مولده: ولد بمطخشارش -مدينة في حضرة غرناطة- في أواخر شوال سنة 654هـ أربع وخمسين وستمائة.
__________
1 بغية الوعاة للسيوطي ص410، طبقات القراء لابن الجزري ج1 ص379 رقم 3869, والدرر الكامنة لابن حجر ج5 ص206 رقم 5059 تحقيق الأستاذ محمد سيد جاد الحق.

الصفحة 74